ما أصعب ضيق الأفق

  • 2/13/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

التقيت بإنسانة من تلك النوعية من الناس الذين تلتقي روحك بأرواحهم وكأنك تعرفهم منذ زمن ودارت بيننا أحاديث طويلة وتعرفنا على الكثير من دواخل بعضنا البعض في سويعات قليلة، واكتشفت أنها من محبي طائر البوم وترى أنه طائر بالفعل جميل وأنه طائر ظلم بكل ما يتهم به من قبل الناس الذين يرون أنه طائر كئيب ويجلب النحس فكما ذكرت سابقاً بأنه كلما سمع أحد من الناس بأنني أحب طائر البوم يعلق: أعوذ بالله إنه قبيح ويجلب الشؤم. ولا أعتقد أن هذه البومة البريئة تجلب الشؤم أو سوء الحظ، أو أنها قبيحة، بل أراها جميلة في أغلب الأحيان وأن أغلب الحضارات تتفاءل بهذا الطائر، فأنا عندما أسأل عن سر حبي لهذا الطائر أسأل الذي يسألني عن سر كرهه أو تشاؤمه هو أو هي له!! كتبت هذه القصة الظريفة ذات يوم عن كيفية تكوين الأفكار لدى الكائنات وليس الإنسان فقط، فهذه القصة المعبرة والتي بعنوان كيف يصنع الغباء؟ والتي تعبر عن أكثر من صناعة الغباء في الحقيقة، هذه القصة تعبر عن أن الإنسان يرث بعض الموروثات سواء الاجتماعية أو الثقافية ويعتقد بها ويمارسها دون أن يفكر فيها أو يتفحصها أو يتعب فكره ليتأملها ويختبرها إن كانت صحيحة أم خاطئة، أو إن كانت في صالحه أم لا؟. القصة التي قرأتها تقول: إن مجموعة من العلماء وضعوا خمسة قرود في قفص واحد وفي وسط القفص يوجد سلم وفي أعلى السلم هناك بعض الموز، في كل مرة يطلع أحد القرود لأخذ الموز يرش العلماء باقي القرود بالماء البارد، بعد فترة بسيطة أصبح كل قرد يطلع لأخذ الموز، يقوم الباقون بمنعه وضربه حتى لا يرشون بالماء البارد. بعد مدة من الوقت لم يجرؤ أي قرد على صعود السلم لأخذ الموز على الرغم من كل الإغراءات خوفاً من الضرب بعدها قرر العلماء أن يقوموا بتبديل أحد القرود الخمسة ويضعوا مكانه قرداً جديداً. فأول شيء يقوم به القرد الجديد أنه يصعد السلم ليأخذ الموز ولكن فوراً الأربعة الباقون يضربونه ويجبرونه على النزول بعد عدة مرات من الضرب يفهم القرد الجديد بأن عليه ألا يصعد السلم مع أنه لا يدري ما السبب قام العلماء أيضا بتبديل أحد القرود القدامى بقرد جديد وحل به ما حل بالقرد البديل الأول حتى إن القرد البديل الأول شارك زملاءه بالضرب وهو لا يدري لماذا يضرب؟. وهكذا حتى تم تبديل جميع القرود الخمسة الأوائل بقرود جديدة حتى صار في القفص خمسة قرود لم يرش عليهم ماء بارد أبداً ومع ذلك يضربون أي قرد تسول له نفسه صعود السلم دون أن يعرفوا ما السبب لو فرضنا.. يجب ألا نأخذ كل الأمور كما هي، بل يجب أن نفكر ونتفحص الأمور وأن نفكر فيما يناسبنا، وألا نكون كالقرود التي تقوم بضرب أي قرد يحاول الصعود لجلب الموز دون حتى أن يعرفوا لماذا يضربونه، ولمجرد أنهم رأوا من سبقهم يقومون بضربه.

مشاركة :