طه محمد. القاهرة، 16 يناير/كانون ثان (إفي): 16 منتخبا تتنافس على اللقب، وفائز واحد، لا يتذكر الكثيرون أصحاب الوصافة أو المركز الثالث، فهم دائما بعيدا عن الأضواء، هذه قواعد اللعبة، التي اكتوت كوت ديفوار بنارها. ففي 21 عاما، وخلال تسع مشاركات اكتفت الأفيال بدور ضيوف شرف المربع الذهبي في كأس الأمم الأفريقية، كأحسن نتيجة لها، بما في ذلك ثلاثة من آخر خمس نسخ، وان اختلفت مساحة الدور في كل مرة. فقد كان المنتخب الإيفواري قريب من تكرار انجاز 1992 ورفع الكأس عامي 2006 و2012 ولكنه خسر في المرة الأولى أمام المنتخب المصري صاحب الأرض والجمهور بركلات الترجيح بعد انتهاء المباراة بالتعادل السلبي. وأخفقت الأفيال هذه المرة في الثأر من هزيمتها في دور المجموعات أمام المنتخب المصري بثلاثة أهداف مقابل واحد، لتتنحى جانبا أمام البطل المصري الذي توج باللقب للمرة الخامسة في تاريخه. لم تختلف القصة كثيرا في نسخة 2012 التي أقيمت في الجابون وغينيا الاستوائية، حيث أخفقت الأفيال في التتويج باللقب إثر خسارته في النهائي أمام زامبيا بركلات الترجيح، بعد انتهاء المباراة بالتعادل السلبي أيضا. وفي نسخة 2008 كان المنتخب الإيفواري أبعد بقليل عن دور البطولة، حيث حل رابعا، بعد خسارته في نصف النهائي أيضا أمام المنتخب المصري، ثم غانا في مباراة تحديد المركز الثالث والرابع. وبعد الخروج من ربع النهائي في نسختي 2010 تسعى الأفيال الإيفوارية بكل تأكيد الثورة على دور ضيوف شرف المربع الذهبي في مشاركتها الـ21 في البطولة، بقيادة المدرب هيرفيه رينار، الذي حرمهم من التتويج في 2012 مع زامبيا. ولكن مهمة رينار في اسناد دور البطولة لا تبدو سهلة، خاصة وأنه يواجه، على غرار أفلام الرعب، أسوأ مخاوف الأفيال. فقد وقع المنتخب الإيفواري في المجموعة الرابعة، التي تضم مالي وغينيا وأسود الكاميرون، الذين لم يتمكن الأفيال من انتزاع الفوز من بين مخالبهم في التصفيات المؤهلة للبطولة. فقد خسر في عرين الأسود بأربعة أهداف مقابل واحد، قبل أن يتعادل معه سلبيا في كوت ديفوار، ما يجعل سيناريو التصفيات هو الأرجح، حيث حلت الأفيال في الوصافة خلف الكاميرون، خاصة في ظل الأفضلية النسبية التي تتمتع بها على مالي وغينيا. ويساعد المنتخب الإيفوراي على ثورته السيناريو الذي اختارته القرعة، حيث يستهل مشواره بمواجهة غينيا في 20 يناير/كانون ثان ثم مالي في يوم 24 وأخيرا الكاميرون في يوم 28. ولكن سيكون على الأفيال تقديم أفضل ما لديهم بداية من مواجهة غينيا وانتهاء بلقاء الكاميرون اذا أرادوا حقا الخروج عن سناريو النسخ الماضية، والثورة على دور ضيوف شرف المربع الذهبي.(إفي)
مشاركة :