استهداف المملكة .. عمل ممنهج وحملات إعلامية قذرة

  • 11/16/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

جدة ــ البلاد ثمة حملة إعلامية شعواء يقودها مرتزقة المال بائعو الضمير تستهدف المملكة متخذة من العمليات التي يقودها التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن وفق المرجعات الأممية وقضية المواطن السعودي الراحل جمال خاشقجي، غطاءً لتحقيق غايات مختلفة وتحقيقاً لأهداف متفقة في سعيها، لضرب الحضور الكبير الذي حققته بلاد الحرمين وتحديداً منذ إطلاقها رؤيتها لـ2030، هذه الحملة كان هدفها المملكة كدولة عظيمة، وولي عهدها كمهندس لرؤيتها، ولشعبها في استقراره وأمنه ومنجزه. فكان ان خرجت هذه الحملة في مزيج من الحراك الإعلامي والسياسي المؤطر بنظريات المؤامرة وهيستريا الكذب الإعلامي لوسائل إعلام غربية ولدول أخرى سواء على لسان بعض سياسييها أو توجيه إعلامها لخدمة مصالحها التي أصبح استنتاجها بديهياً جداً. ولعل هذا ما أكد عليه وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، أليستر بيرت، حينما قال في مقابلة صحفية، إن المملكة مستهدفة إعلاميا من أشخاص قادرين على الوصول إلى وسائل الإعلام وقد فعلوا كل ما في وسعهم لجعل أزمة اليمن تظهر من طرف واحد، وتهدف إلى وضع غطاء لأعمال الحوثيين. وأضاف بيرت، أن هناك أشخاصا قادرين على الوصول إلى وسائل الإعلام ويستهدفون المملكة منذ فترة طويلة، وفعلوا كل ما في وسعهم لجعل قضية اليمن تظهر من طرف واحد، إما من خلال عدم التكلم عن الأحداث والحقائق التي أدت إلى تدخل التحالف في الأساس، وإما الحديث عن هذا الصراع كقوة عسكرية للتحالف ضد المصالح المشروعة في اليمن. وتابع : بذلنا قصارى جهدنا في الحكومة البريطانية لمحاولة شرح الظروف الحقيقية للشعب البريطاني، ونستمر في توضيح الحقائق كاملة لأولئك الذين يرغبون في معرفة الحقيقة، ومتأكدون تماما من أن الرسالة تصل، أما بالنسبة للذين لا يرغبون في الاستماع إلى الحقيقة كان الأمر صعبا للغاية بالنسبة لهم، ويصبح الأمر أكثر تعقيدا عندما يستطيع الناس الاطلاع على الأخطر في وسائل الإعلام المحلية ويبرح الناس هذه الأيام في استخدامها. وأوضح نعلم أن الحوثيين يستخدمون وسائل الإعلام بعناية شديدة لإيصال وجهة نظر مخفية للحقيقة، لذا من المهم أن يكون كل ما يقوم به التحالف واضحا لكل الناس، ويشرح لهم من خلال آلية معينة كل ما يحصل في حال تعلق الأمر بتدخلات عسكرية قد تسبب إصابات في صفوف المدنيين، فذلك يساعد في تخفيف وطأة الوضع، وتضييق الخناق على الحوثيين. ولم تكن وسائل الإعلام الدولية وحدها التي أضحت رهينة أذرع ميليشيا الحوثي الإيرانية في اليمن، بعد أن قبلت المنظمات الدولية العمل وفق شروط هذه الميليشيا وأصبحت أهم غطاء دولي للانتهاكات والجرائم التي ترتكب في المناطق الخاضعة لسيطرة هذه الميليشيا. وإذا كان السؤال الأكبر هو ما دفع المنظمات الأممية للخضوع لشروط الميليشيا الإيرانية، فإن التغطية الإعلامية تثير أكثر من سؤال حول كيفية تناولها للشأن اليمني في مناطق سيطرة الحوثيين ومناطق الشرعية، حيث نجد أغلب الوكالات والوسائل الإعلامية الدولية تبرز أي حدث في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي الإيرانية وتتحدث عن سقوط مدنيين من دون أن تشير إلى أن هذه الميليشيا تتمترس وسط الأحياء السكنية وتستخدم المدنيين دروعاً بشرية في المعسكرات. وفِي المقابل تغيب الإنسانية والموضوعية لدى هذه الوسائل في محافظة تعز التي لا تزال تحت رحمة حصار الميليشيا الإيرانية وقتل سكان عاصمة المحافظة وحتى الأرياف، فلا تهتم هذه الوسائل بالمدنيين هناك ولا تبرز ضحايا قصف ميليشيا الحوثي للأحياء السكنية. ثم ان المملكة المستهدف الأول بهذه الحملة لم تتشنج لحظة ولم تحاول أن تبرز خياراتها الكبيرة و”المؤثرة” في الماضي غير أنها مع التصعيد غير المقبول قالت في وقت وجب فيه التوضيح إنها سترد بما هو أكبر عند أية محاولة لفرض عقوبات عليها، وأنها تملك الأدوات الفاعلة التي يعرفها الجميع. هذا التبرير كان عادياً جداً عندما تستهدف أية دولة في سيادتها أو تشعر أن هناك مهددات تحاك حولها. وإذا كانت بعض الدول معروفة بأهدافها مثل قطر وإيران؛ فإن أخرى ترى أن في يديها فرصة للتشدق بمزاعم تحقيق العدالة وتشويه سمعة المملكة، تلك الدول التي رفعت شعارات الإنسانية وغيرها قامت -ولا تزال- مخابراتها بالكثير من أعمال الاغتيال والخطف؛ مستخدمة في بعضها قنصلياتها في دول أخرى، وما زالت تفعل الكثير -وعن عمد- ولم نر ولو زوبعة في فنجان عن أية مطالبات لها بتغيير بنود في أية اتفاقية دولية لمعاقبتها. في مقابل ذلك ومع الاستهداف الصبياني الممنهج هذا برزت أصوات العقلاء حول العالم الذين غلبوا الحكمة على الشائعات، في مقدمتهم نجم المصداقية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والذي اكد في وقت سابق أن السلوك المطالب بإيقاف صفقات الأسلحة مع السعودية ما هو إلا “ديماجوجية” وهي تعني -لمن لا يعرفها- “سياسة استهواء الجماهير واستغلال ميولها”. وليس ببعيد عن حديث ماكرون أعلاه، اكدت المملكة لكل المتربصين، انها أكبر من أن تصنعها السياسة، وأعظم من أن تؤثر فيها المداهنات والابتزازات، بفضل لحمة شعبها مع قيادته وعشقه لوطنه، هي باختصار ما قاله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في حديثه في مبادرة الاستثمار: “الشعب السعودي العظيم هو من يقف خلف القفزات الفلكية التي حققتها المملكة في جميع الأصعدة الاقتصادية والثقافية والرياضية والترفيهية. السعوديون لن يواجهوا أية تحديات؛ فهم يضعون الهدف ويحققونه بكل سهولة، فكل المشاريع تسير على ما يجب أن تكون عليه، همة السعوديين كجبل طويق الشامخ “همة السعوديين مثل هذا الجبل.. لن تنكسر إلا إذا انهد أو تساوى بالأرض”.

مشاركة :