قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن الطريق مفتوحة الآن من أجل إزالة أسباب الانقسام وتحقيق المصالحة، مطالبا حركة حماس بـ«تنفيذ أمين ودقيق لاتفاق القاهرة الذي وقع في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي».وأضاف عباس أثناء ترؤسه اجتماعات للقيادة الفلسطينية واللجنة العليا المكلفة تنفيذ متابعة قرارات المجلس المركزي: «الطريق سالكة اليوم لتحقيق إزالة أسباب الانقسام، عبر التنفيذ الدقيق والأمين للاتفاق الذي وقع في 12/ 10/ 2017، بشكل شمولي، وبما يضمن تحقيق الوحدة الوطنية والسياسية والجغرافية، واستنادا إلى العودة إلى إرادة الشعب وصناديق الاقتراع».وأضاف عباس: «وحدتنا الوطنية هي الأساس، والتعالي على الخاص لصالح العام، والانعتاق من التعصب التنظيمي، ووضع استقلال فلسطين والقدس فوق أي اعتبار، يجب أن تكون نقطة الارتكاز لجميع أبناء شعبنا».وترأس عباس اجتماعا طارئا للقيادة أمس الخميس، كان خصص لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وأيد وقف جولة المواجهة هناك، مؤكدا أن هدفه دائما، كان «تجنيب الشعب المزيد من المجازر وجرائم الحرب التي ترتكبها سلطة الاحتلال الإسرائيلي».وأدان عباس «العدوان الإجرامي على قطاع غزة»، محملا الحكومة الإسرائيلية (سلطة الاحتلال) المسؤولية الكاملة عن نتائج وتداعيات هذا العدوان.وشكر عباس جميع الدول والأطراف التي «استجابت لطلباتنا وسعت معنا لتحقيق التهدئة في قطاع غزة، خاصا بالذكر الأشقاء في جمهورية مصر العربية».وجاء الاجتماع في رام الله، بعد يومين على تحقيق اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، رعته مصر وشاركت فيه دول أخرى.وأعاد الاتفاق الحالي الوضع إلى ما كان عليه سابقا، بما يضمن تحقيق الهدوء مقابل إدخال أموال ووقود إلى القطاع، والسماح بتخفيف الحصار وإقامة مشروعات إنسانية.وعلى الرغم من أن عباس أيد العودة إلى الهدوء، فإنه يريد أن تكون منظمة التحرير هي عنوان أي اتفاق وذلك بعد إتمام المصالحة.وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، إن القيادة تركز على وجوب تثبيت التهدئة، لكن الطريق إلى التهدئة يجب أن تتم عبر منظمة التحرير والفصائل الوطنية والإسلامية، على غرار ما حصل في التهدئة التي وقعت عام 2014، «لأن إسرائيل تحاول أن تستفرد بهذا الفصيل أو ذاك، وتحويلنا بدلا من سلطة واحدة إلى مجموعة سلطات، وهذا ما نرفضه جملة وتفصيلا».وأضاف: «الطريق إلى التهدئة بالوحدة الوطنية وإزالة أسباب الانقسام».وناقش اجتماع القيادة الفلسطينية ولجنة تطبيق القرارات طبيعة العلاقة مع إسرائيل والولايات المتحدة، ومع حماس، ومستقبل السلطة الفلسطينية.وكان عباس هدد باتخاذ إجراءات فيما يخص العلاقة مع هذه الأطراف، بما في ذلك حماس، لكن جولة القتال الأخيرة في غزة قد تجعل قراراته أبعد فيما يخص حماس.واستهل عباس اجتماعاته أمس، بتوقيع 11 صكا من أجل الانضمام لعدد من المؤسسات الدولية المتخصصة والمواثيق الدولية، وصكوك الانضمام التي وقعها الرئيس هي: الاتحاد الدولي للبريد العالمي، واتفاقية جنسية المرأة المتزوجة، والبروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل، والبروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والبروتوكول الاختياري لاتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وبروتوكول «بازل» بشأن المسؤولية والتعويض عن الأضرار الناشئة عن المواد الخطرة والتخلص منها عبر الحدود، واتفاقية المرور على الطرق، والبروتوكول المتعلق بالبلدان أو الأقاليم تحت الاحتلال في الوقت الحاضر، واتفاقية الرضا بالزواج، والحد الأدنى لسن الزواج، وتسجيل الزيجات، واتفاقية إنشاء الصندوق المشترك للسلع، والاتفاقية الدولية المتعلقة باحتجاز السفن البحرية.وجاء التوقيع ضمن تعهد سابق لعباس بمواصلة انضمام فلسطين للمنظمات الدولية، ردا على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، القدس عاصمة لإسرائيل.وقال عباس، إن السلطة ستتخلص من التزاماتها للولايات المتحدة، بما في ذلك الامتناع عن الانضمام لبعض المؤسسات.لكن عباس لم يوقع بعد على الانضمام لبعض المنظمات التي يمكن أن تستفز واشنطن أكثر.وأكد أمس أن «صفقة القرن والاحتلال والاستيطان (الأبرتهايد) إلى زوال وفشل، وحتمية التاريخ تقودنا إلى شواطئ الدولة الفلسطينية المستقلة، بعاصمتها القدس الشرقية، على حدود الرابع من حزيران 1967. على العهد والميثاق».وهنأ عباس الفلسطينيين في كل مكان بمناسبة الذكرى الثلاثين لإعلان الاستقلال، قائلا إن «هذه الذكرى مصدر فخر واعتزاز سياسي وثقافي وتاريخي للشعب الفلسطيني، تلخص إرادته وطروحاته الوطنية في إنجاز استقلاله، وارتكازا على حقوقه غير القابلة للتصرف (حقه في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967، وحقه في العودة)».
مشاركة :