أوقف التحالف السعودي في اليمن حملته العسكرية على مدينة الحديدة الساحلية اليمنية، امتثالاً -على ما يبدو- لضغوط الغرب الداعية إلى إنهاء الحرب. وذكر مصدر عسكري مؤيد للتحالف، أن التحالف أصدر تعليمات لقواته على الأرض بوقف القتال داخل الحديدة، وأكد مصدر في قوة عسكرية أخرى مدعومة من التحالف صدور هذا الأمر، وقال مصدر ثالث غير عسكري -على علم بالقرار، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء- إن التحالف يستجيب لمطالب دولية بوقف إطلاق النار لضمان حضور الحوثيين محادثات السلام المزمعة.دعا حلفاء غربيون رئيسيون -بينهم الولايات المتحدة- بإلحاح لوقف إطلاق النار قبل استئناف جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة، وأدى الصراع المستمر منذ قرابة أربع سنوات إلى مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص، وتسبب في كارثة إنسانية بالبلد الفقير. ولم يؤكد المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي، صدور أمر وقف الحملة العسكرية، قائلاً إن العمليات مستمرة في المدينة المطلة على البحر الأحمر، والتي تعد شريان حياة لملايين اليمنيين الذين يعانون نقصاً حاداً في الغذاء وسلع أخرى أساسية، وقال المتحدث باسم التحالف لـ «رويترز»، إن لكل عملية سماتها وإيقاعها، لكنه لم يتحدث بتفصيل. والحملة العسكرية التي بدأت أواخر الشهر الماضي هي ثاني محاولة من قبل التحالف للسيطرة على المدينة، بزعم منع الحوثيين من استخدام الميناء وإجبارهم على التفاوض. وقال محمد علي الحوثي -وهو قيادي حوثي وعضو باللجنة الثورية العليا للجماعة- لـ «رويترز»، إن الجماعة لم ترَ بعد إعلاناً رسمياً عن وقف الأعمال العدائية، وإن هناك مناوشات مستمرة بالضواحي الخارجية للحديدة. وقال سكان إن اشتباكات الشوارع في الحديدة تراجعت خلال الأيام الثلاثة الماضية، وساد الهدوء المدينة أمس الخميس، ونفذت طائرات التحالف الحربية ضربات جوية متقطعة معظمها خلال الليل. وقالت واحدة من السكان تدعى أروى محمد: «سمعنا بعض القصف المتقطع بقذائف -الهاون- هذا الصباح، لكن الهدوء شديد الآن، بدأ الناس يخرجون من منازلهم، لا نريد أن يُستأنف القتال لأن وضعنا بائس». وحذّرت منظمات إغاثة دولية من أن شنّ هجوم شامل على الحديدة، التي تعد منفذ دخول 80 % من واردات الغذاء وإمدادات الإغاثة للبلد الفقير، قد يؤدي إلى مجاعة.;
مشاركة :