احتضنت قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بجامعة الملك عبدالعزيز صباح أمس الندوة العلمية لوحدة دراسات البحر الأحمر والتي أقيمت بعنوان «جدة في كتابات رحالة غربيين في القرن 13هـ/ 19م»، حيث قدم الدكتور عبدالرحمن بن سعد العرابي الندوة بمشاركة كل من الدكتور هاني العبدلي والدكتورة سلوى الغالبي، وقد ناقش الضيوف العديد من النقاط التي قدمها الدكتور العرابي وسط نقاش اتسم بالهدوء والشفافية ولم يخلُ من الحوار الفكاهي والذي كان سببًا في إضفاء أريحية لدى الحضور. الندوة تمحورت في ثلاثة محاور، هي: قدوم الرحالة الغربيين بصفة عامة إلى الحجاز وأسباب كون القرن التاسع عشر قدومًا للرحالة بالإضافة إلى المحور الثالث والذي تركز على الرحالة الأربعة وذكرهم العرابي بحسب نتائج نتائج رحلاتهم وهم الأسباني دومنجو باديا والنمساوي جون بوركهارت والبريطاني ريتشارد بيرتو والفرنسي تشارلز ديديه. وألمح العرابي بأن بداية رحلات الرحالة الغربيين إلى الأراضي المقدسة جاءت منذ بداية القرن العاشر الهجري وجاء تزامنًا مع ما يُعرف في الغرب بحركة الكشوفات الجغرافية والذي كانت كنتيجة للصراع بين القوى الإسلامية والقوى المسيحية في شبه الجزيرة الإيبيريه وخروج المسلمين النهائي منها مع نهاية القرن التاسع الهجري. وأشار الدكتور العرابي إلى أنه في نهاية القرن الثالث عشر الهجري بلغ عدد الرحالة الغربيين الذين وصلوا إلى الأماكن المقدسة 18 شخصية أوروبية بمقدار ثلاثة عشر رحالة كان أولهم الرحالة الإيطالي لودفينكو فارثيما. من جانبه، نوّه الدكتور هاني العبدلي بأن هناك أسباب عدة دفعت أؤلئك الرحالة إلى زيارة الحجاز منها سياسية ودينية وعلمية. فيما رأت الدكتورة سلوى الغالبي خلال مداخلتها أن اختيار هؤلاء الرحالة كان بسبب إعطاء رؤى متعددة فيما تم طرحه. وذكر مقدم الندوة أن أول من وطأت قدماه أرض الحجاز هو دمنجو والذي كان يسمي نفسه (علي باي العباسي) والذي كان يدّعي بأنه أمير من سلالة الخلفاء العباسيين حيث أحاط نفسه بمظاهر البذخ والترف وكانت ترافقه حاشية كبيرة من الإتباع والخدم وقدا استقبله حينذاك أمير مكة المكرمة الشريف غالب بن مساعد ودعاه للإشتراك معه في غسيل الكعبة المشرفة واهداه قطعة من كسوتها. تخلل الندوة العديد من المداخلات العلمية المفيدة والتي كانت مركزة على إيصال المعلومة بالشكل السهل. المزيد من الصور :