قبل أيام تفاجأت ومن خلال حديث أحدهم بأنه لِـيـحْـتَـال على (السّـعْـودة وبرنامج نِـطَـاقَــات) قَـام بتوظيف بعض الفتيات السّـعوديات في سِـلْـسِـلَـة وُرَشِـه المتخصصة بالألمنيوم والـحِـدادة؛ وعندما سألته: وهل تعمل المرأة السعودية في الحِـدَادة؟! ضَـحِـك بملْء فِــيْــه، ثم قال بِـفَـخر: فَـعَـلْـتُ ذلك (ورقياً وإلكترونياً) فقط مقابل مبالغ زهيدة شَـهْـرياً لكلٍّ مِـنْـهُــن، ولا تنسى أنّ تعيين (الفتاة أو المرأة) يُـعادل رَجُـلين في برامج سَـعْــوَدة وزارة العمل!! هذا الموقف تذكرته بعد اطلاعي على تقرير بثته صحيفة مكة الأسبوع الماضي حول هذا الموضوع؛ حيث أكّــد فيه مجموعة من الاقتصاديين تَـنَـامِـي ظاهرة (السَّعْـوَدة الوهمية) التي لجأت إليها بعض الشركات؛ لتحقيق مستويات مقبولة في هذا الميدان تَـضْـمنُ لها أمَـاناً من العقوبة، واستمراراً لإفادتها من خدمات وزارة العمل!! ولعلي أُضِـيفُ بأن أغلب تلك الوظائف الوهمية تذهب لأبناء وبنات أقارب وأصدقاء أصحاب الشركات والمؤسسات ليقبضوا منها مكافآت أو رواتب بلا عَـمَـل؛ وبالتالي فإن ما تحقّـق من نِـسَـب السعودة أرقام زائفة، ومعدلات البطالة (فِـعْـلياً) في ازدياد! وهنا ومع تقدير اجتهادات وزارة العمل إلا أن خطواتها وبرامجها التي اعتراها العديد من الثغرات أفرزت وظائف وهمية، وبطالة مقنعة، وارتفاع معدلات العمالة الأجنبية! ولذلك وللوصول لمحطة سَـعْـودة حقيقية جادة هناك اقتراح بإنشاء (بنك موحد لوظائف القطاع الخاص)، تُـسَـجِّـل فيه الشركات والمؤسسات الوظائف التي تحتاجها، بعدها يَـتِـمْ توجيه الشباب لها بعد تسليحهم بالدورات اللازمة لطبيعة العمل، هذه التجربة طبقتها (دولة عُـمَـان)، وحققت نجاحات كبيرة؛ فلماذا لا نبدأ من حيث انتهى غيرنا؟! أخيراً تقرير صحيفة مكة حول تلك الوظائف الوهمية أشار إلى أمر خطير جداً وهو أنّ كثيراً من أولئك الشباب أو العاملين الوهميين يُسافرون إلى بلدان أخرى دون علم أهلهم، بعد أن أصبحوا مستقلين مالياً، مقابل وظائف لا عمل فيها على أرض الواقع، فهل يمكن لنا أن نقول أن بعض برامج وزارة العمل أرادت أنْ تُـكَـحِـلَـها فأعْـمَـتهَـا؟! aaljamili@yahoo.com