الملك عبد الله أهدى العالم «نوبل» أخرى للترجمة والتواصل الإنساني

  • 1/17/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أعرب الفائزون بجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في دورتها السابعة في مجال ترجمة العلوم الإنسانية من وإلى اللغة العربية عن اعتزازهم بالفوز بهذه الجائزة العالمية الكبرى، سائلين الله العلي القدير أن يمتع راعيها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بالصحة والعافية وأن يحفظه ذخرا لوطنه وأمته والإنسانية لقاء ما يقدمه من أجل خير الإنسان وإرساء قيم السلام والتعاون بين الدول والشعوب. وأجمع الفائزون في تصريحات على هامش حفل تسليم الجائزة بمدينة جنيف السويسرية الليلة الماضية على أهمية هذا المشروع الثقافي والعلمي الكبير في مد جسور التواصل الإنساني والمعرفي بين أبناء الثقافة العربية الإسلامية والثقافات الأخرى، وتجاوز الخلافات الناجمة عن غياب هذا التواصل. وفي هذا الإطار أكد الدكتور مصطفى محمد قاسم الفائز بالجائزة في مجال ترجمة العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية عن ترجمته لكتاب (مأساة سياسة القوى العظمى) أن جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة تعد «نوبل» الترجمة من اللغة العربية وإليها، حيث يتنافس المترجمون في جميع دول العالم على نيل شرف الترشيح لها والتطلع للفوز بها من خلال ترجمة أفضل الأعمال وبذل كل الجهد في إجادة الترجمة. وأعرب الدكتور مصطفى قاسم عن سعادته الكبيرة بالفوز بالجائزة في دورتها السابعة، واعتزازه بما تمثله من تقدير من قبل جائزة تحمل اسما عزيزا على قلب كل أبناء الأمة العربية والإسلامية. وأضاف الدكتور قاسم أن رعاية خادم الحرمين الشريفين للجائزة - بوصفها إحدى آليات مبادرته - حفظه الله - للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، لا تنفصل عن عناية القيادة الرشيدة بالعلم والمعرفة ودعم البحث العلمي، كما لا تنفصل عن السياسات الرشيدة التي يتبناها خادم الحرمين الشريفين لتحقيق التواصل والتعاون بين الدول والشعوب كافة، لما فيه خير وسعادة الإنسان أينما كان، لافتا الانتباه إلى أهمية الجائزة في تلبية احتياجات المكتبة العربية من الأعمال المتخصصة وتحفيز الترجمة في المجالات التي تحتاج إليها المكتبات العربية. من جانبه عبر مدير معهد «جون رايلانز» للأبحاث بالمملكة المتحدة، أستاذ الدراسات اليونانية والعربية بجامعة مانشستر البروفيسور بيتر بورمان عن سعادته بالفوز بجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في دورتها السابعة في مجال العلوم الإنسانية عن ترجمته لكتاب (الرسائل الفلسفية للكندي) إلى اللغة الإنجليزية، مؤكدا أن الفوز بهذه الجائزة العالمية يدعم جهود ترجمة التراث الفلسفي الإسلامي ونشره على نطاق واسع بين الناطقين والتعريف بثراء هذا التراث العظيم. وأشاد بورمان برعاية خادم الحرمين الشريفين للجائزة بصفتها إحدى آليات مبادرته للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، معربا عن اعتزازه وزميله الدكتور بيتر آدامسون بفوز ترجمتهما لكتاب رسائل الكندي التي استغرق إنجازها أكثر من 10 سنوات بالجائزة الفريدة، لما تمثله أعمال الفيلسوف الإسلامي أبويوسف يعقوب بن إسحاق الكندي من تعبير دقيق عن أهداف الجائزة في الانفتاح على الآخر وقناعته بأهمية التواصل المعرفي والعلمي عبر الثقافات من خلال الترجمة، وارتباطه الوثيق بحركة ترجمة الأعمال الفلسفية والعلمية اليونانية إلى اللغة العربية. وأشار إلى أن ترجمة الرسائل الفلسفية للكندي، تمثل مجموعة كاملة لأعمال هذا الفيلسوف العربي التي لم يجر نقل معظمها إلى أي لغة أوروبية من قبل، مما يجعلها إضافة علمية مهمة للمكتبة العالمية والفكر الإنساني ونافذة للتعريف بأفكار الكندي والتراث الفلسفي الإسلامي بين الناطقين باللغة الإنجليزية. من جانبه، أوضح الدكتور بيتر آدامسون، الذي شارك في ترجمة كتاب رسائل الكندي أن الفوز بجائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة يمثل حافزا كبيرا للمترجمين لنقل الأعمال المميزة في التراث العربي والإسلامي إلى اللغات الأخرى، لاسيما أن ترجمة مثل هذه الأعمال الضخمة تستغرق وقتا كبيرا وجهدا ضخما، معربا عن شكره للأمانة العامة للجائزة واعتزازه بالفوز بهذه الجائزة الكبيرة. من جانبه، أعرب الدكتور بسام بركة الفائز بالجائزة عن ترجمته لكتاب (فلسفة اللغة) من الفرنسية للعربية، عن سعادته بالفوز بالجائزة بوصفها شهادة بجهوده العلمية من قبل مؤسسة عالمية معروفة بموضوعيتها ونزاهتها وهي جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة، منوها بالرعاية التي يوليها خادم الحرمين الشريفين للنتاج الفكري والإبداعات الشخصية ويحمي كنوز الفكر العربي والإسلامي ويبني جسورا للتواصل بين الثقافة العربية الإسلامية والثقافات العالمية. وأضاف بركة أن رعاية الملك للجائزة تجسد رؤية شاملة لأهمية التواصل المعرفي والحضاري بين الناطقين باللغة العربية واللغات الأخرى وضرورة فتح قنوات الحوار الموضوعي البناء، مشيرا إلى أن التاريخ المعاصر سوف يسجل للملك عبدالله بن عبدالعزيز هذا الدور في التاريخ الإسلامي في تشجيع الترجمة والإفادة منها في ازدهار المعارف وانتشار الفكر العربي والإسلامي في جميع دول العالم لاسيما في ظل تعدد مجالات الجائزة في مجالات العلوم الإنسانية والتطبيقية وجهود المؤسسات والأفراد. بدوره، أكد الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله البريثن الفائز بالجائزة عن ترجمته لكتاب «موسوعة إضرابات طيف التوحد» أن سر سعادته بالفوز بهذه الجائزة العالمية الرفيعة هو ما تمنحه الجائزة من شهادة واعتراف بقيمة العمل الفائز، وهو ما يجعل هذا التتويج والتكريم باقِ مع من يناله وحتى بعد رحيله، مبينا أنه على الرغم من أن ترجمته للموسوعة اجتازت بنجاح التحكيم العلمي من قبل مركز الترجمة بجامعة الملك سعود، وكذلك من قبل المجلس العلمي للجامعة إلا أن الفوز بجائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة هو شهادة كبرى بتميز الترجمة لهذا العمل الموسوعي. ووصف البريثن الجائزة بأنها (جسر الملك عبدالله الثقافي) للتواصل بين الثقافة العربية الإسلامية وغيرها من الثقافات، مشيرا إلى أن تنوع مجالات الجائزة يعزز من امتداد نفعها لكل إنسان يعيش على الكرة الأرضية، وهو ما يتفق وعالمية الجائزة، فضلا عن أهميتها في سد احتياجات المكتبة العربية من مصادر المعرفة التي تخضع لأرقى معايير التحكيم العلمي، داعيا أمانة الجائزة إلى وضع خطة إستراتيجية لطباعة الأعمال الفائزة بالجائزة وتقديمها للمكتبات المتخصصة في الوطن العربي والمراكز الأجنبية وطرحها عبر الموقع الإلكتروني للجائزة.

مشاركة :