محمد عبده أسر قصائدي والفنانون يبحثون عن الشاعر المنتج

  • 1/17/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

الشاعر والإعلامي الدكتور خضر اللحياني شق طريقة بصعوبة بالغة كانت بدايته من خلال شعر الطفل وبرامج الأطفال، ولكنه لم يستكن وظل يبحث عن نفسه في أكثر من موقع، نلتقيه في هذا الحوار لمعرفة خبايا وخفايا في مشواره الإعلامي، وكذلك في علاقته بالشعر والشعراء: ● شعر الطفل بداية دخولك بوابة الإعلام حتى وصلت لاستضافة رموز الثقافة والفن والإعلام.. صف لنا هذه الانطلاقة؟ ●● دخولي مجال الكتابة للطفل كان بمحض الصدفة، حيث اقترح لي أحد الأصدقاء عام 1417هـ، وهو يعمل في التلفزيون، الكتابة لأناشيد الأطفال وتقديمها في برنامج لأطفال مكة في العيد، فأخذت الفكرة بمحمل الجد، وقمت بكتابة أوبريت غنائي درامي يحكي ويقارن بين أحوال العيد في السابق والحاضر، ثم رفعت هذا الأوبريت لوكالة الوزارة لشؤون التلفزيون، ونسخة لإدارة برامج الأطفال، وتمت الموافقة وتعميد تلفزيون مكة بتنفيذه، بعدها طلب مني المخرج علي سعيد الغامدي أن أتولى تقديم البرنامج بمشاركة الأطفال وحصل ذلك، وبعد نجاح هذا البرنامج طلب مني المخرج بأن نقدم برنامجا أسبوعيا للأطفال أتولى أنا إعداده وتقديمه وكتابة أناشيده لتوجيه سلوك الطفل ويلحنها الأستاذان فيصل حنيف وخالد سالم الشريف، فبدأنا بتقديم برنامج (حديقة الأطفال) الذي قدمنا منه (40) حلقة. ثم استمرت معي برامج الأطفال لما يزيد على عشرين برنامجا في عدد من السنوات حتى قررت التوقف، والبدء في مرحلة جديدة وهي تقديم برامج الكبار. ● هل شاركت في أمسيات شعرية، ومتى كانت أولى تلك الأمسيات؟ ●● شاركت في تقديم أربع أمسيات في مهرجان الطائف عامي 1427 و1428 كعريف ومقدم للأمسيات مع عدد من نجوم الشعر في الخليج، وأول أمسية أحييتها كشاعر في مهرجان جده 1424هـ، وتبعتها أمسية في ملتقى الشعر الأول في مهرجان جدة 1428هـ. ● هل يحتاج الشاعر إلى التنوع في قصائده من حيث محاكاة جميع الطبقات لكي يكون له انتشار أكثر؟ ●● بلا أدنى شك أن التنوع مطلوب بين أنواع وأغراض الشعر، فمثلا التنويع بين العمودي والتفعيلة والغنائي، وبين الغزل والقصائد الاجتماعية والوطنية وهكذا، وحتى ما يناسب الفئات العمرية، فمثلا يكون للشاعر رصيد في الكتابة للصغار وللكبار وما يناسب الشباب أيضا. ** هل تعتقد أن ما كتبته في المستوى المأمول والمرضي لك أنت قبل الجمهور؟ ــ لست مخولا بتقييم نفسي، بل القارئ والمتذوق، وقد لمست الرضى من الناس لما أكتب، واستأنست بشهادة عمالقة المتعاملين مع القصيدة، فيكفيني شهادة فنان العرب محمد عبده، والموسيقار طلال باغر، والناقد والصحفي علي فقندش في كلماتهم التي قدموني بها في ديواني الصوتي الأول (ملامح) 1426هـ الذي أنتجته الأوتار الذهبية، والتي لا تنتج إلا لمن لديه الجيد والمتميز. ● هنا دعني أبدأ سؤالي من حيث انتهت إجابتك، قدم فنان العرب ديوانكم الصوتي، هل يعود لعدم ثقتكم فيما كتبتم أم هناك أسباب أخرى؟ ●● عندما طلب مني العديد من الأصدقاء إصدار ديوان صوتي حرصت أن يكون هذا الديوان متميزا في كل شيء، فكانت هناك العديد من الأفكار، وأول فكرة أن يكون للديون تقديم على غرار الديوان المكتوب أو أي إصدار أدبي بأن يكون هناك شخصية اعتبارية تقدم الشاعر، فقررت أن يكون المقدم فنانا بارزا وملحنا بارزا وناقدا بارزا، فلم أجد أبرز من محمد عبده باعتباره تغنى لي بأوبريت وطني بمناسبة المئوية 1419 مع طلال مداح من ألحان سامي إحسان، وطلال باغر الذي لحن لي ثلاثة أعمال هي أوبريتان، الأول في مناسبة اليوم الوطني 1422هـ بصوت عبادي الجوهر وعبدالله رشاد، والثاني بصوت عبدالله رشاد بمناسبة عيد جدة 1422، والثالث أغنية للعيد بصوت محمد عمر، كما قدمني كناقد صحفي الناقد والكاتب علي فقندش، والجميع يعلم أن محمد عبده الفنان الذي لا يجامل على حساب اسمه وسمعته ـ وللمعلومية فأنا طلبت منه أن يقدمني كشاعر، وهو أكرمني بأن قدمني كشاعر، ثم قدم شهادة لي كإعلامي معد ومقدم برامج، وأنا من هذا المنبر أقدم لأخي أبو نورة كل الشكر والتقدير. وبالمناسبة فقد تشرفت أن محمد عبده اختار أيضا ثلاث قصائد عاطفية وأخرى عن جدة وقال لي لا تتصرف فيها، فبقيت أسيرة لديه ولم تغن حتى الآن، وأنا أنتظر أن يبتسم الحظ وتلامس حنجرة فنان العرب في القريب العاجل ــ بإذن الله، ولو أسر قصائدي كلها لن أبخل بها عليه. ● خلال مسيرتك تنقلت في أكثر من موقع إعلامي، ألم تكتشف نفسك حتى الآن، أم هو البحث عن الشهرة؟ ●● لا أحد ينكر أن الشهرة مطلب وأمنيه للكثير، ولكن المبدع الحقيقي تأتيه دون أن يطلبها، وأتمنى أن أكون في ذيل قائمة المبدعين إذا لم أكن في مقدمتهم وتنقل الإنسان في أكثر من موقع هو دليل نجاح. ● بما أنك ذكرت الشعر والمادة، هناك في الساحة الشعرية من يسمون بقراصنة بيع وشراء القصائد.. هل تعرضت لمثل هذه المواقف؟ ـ●● نعم، قبل سنوات تقريبا سبق أن تحدث معي وسيط (سمسار) لأحد الشخصيات البارزة لشراء قصيدة لي يقول مطلعها: أغيب أيام عن عينك وأجي تسبقني الأشواق أبي تسأل تقول وينك وأحس إنك إلي تشتاق وكان قد دفع لي في ذلك مبلغ وصل خمسة عشر ألف ريال، ولكني رفضت حتى الاستمرار في التفاوض معه؛ لأني غير مقتنع بمبدأ البيع، حتى أنه أغراني بقوله سوف تسمعها بصوت فنان كبير ومشهور على مستوى العالم العربي. كما فاوضني (سمسار) وهو زميل إعلامي قبل عامين لشراء قصيدة لشخصية بارزة، وكان اختياره وقع على قصيدة بعنوان (وادعيني)، ويقول مطلعها: بابعـد عمر الموادع لا تشيلين المواجع المفارق عن عيونك كلها يومين وراجع ما أبي اسمع دموعك تشتكي موعد رجوعك رحلتي أنتي سفرهـا وظلمتي فيها شموعك ● بما أنك ذكرت هذا الموقف، إذا هناك من يشترون الشعر ويدعون الشاعرية، فمن هو الشاعر الحقيقي من وجهة نظرك؟ ●● الشاعر الحقيقي هو الذي عندما تقرأ قصيدته تشعر بالصدق المؤثر والعفوية المطلقة، وهو يسكب في أذن المتلقي الإحساس الصادق من خلال إغراقه للصور الذهنية التي لا تأتي إلا من الشاعر المتمرس. ● رغم ارتباطك بعلاقات واسعة، إلا أنك لم تصل كشاعر إلى المتلقي بالشكل المرضي مثلما وصلت كإعلامي معروف؟ ●● أسرع الطرق لوصول الشاعر للمتلقي الغناء وعندما تغنى قصائده يصل بسرعة البرق للجمهور، وأنا لم أسع لأن تغنى أشعاري، وخصوصا العاطفية منها رغم أنه تربطني علاقات مع معظم نجوم الأغنية من فنانين وملحنين وشعراء ــ ولله الحمد، وقد استمع مني أحد الملحنين المعروفين على الساحة لبعض قصائدي العاطفية وطلب نسخة منها وقام بتلحينها وقال لي بعدها بأنه أسمعها وعرضها على أكثر من فنان وفنانة من المعروفين على المستوى العربي وطلبوا منه أن يدفع الشاعر تكاليف إنتاجها وتسجيلها، ومع الأسف أصبح كثير من الفنانين، بل قد يكون جميعهم يفضلون الشاعر المنتج الذي يدفع تكاليف أغنيته؛ لذلك أنا أصلا لا أرغب أن تغنى قصائدي العاطفية، وكل ما غني من كلماتي وطني واجتماعي.

مشاركة :