بشار الأسد.. هل نجح في إدارة الأزمة؟

  • 9/26/2013
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو أن بشار الأسد ما زال يدير الأزمة بنجاح، إلى الآن على الأقل، فدأب منذ البداية على التعامل بخبث في توجيه مسار القضية، والخبث مفردة غير مسيئة في مصطلح السياسة، ففي بداية اندلاع الثورة كان الأسد يصفها بـ«المجموعات المتطرفة» ويحاول أن يسوّق للرأي العالمي هذا التصنيف، فيما كان الثوار يصفون ما يحدث بأنه ثورة شعبية عامة، لكنه استطاع في البداية أن يحوّلها من ثورة سلمية إلى ثورة مسلحة، لأن الأخيرة بالنسبة له أسهل في المواجهة من الثورة السلمية التي تحرجه أمام الرأي العالمي، وتحويلها لثورة مسلحة هي لصالح النظام، فكفّة المواجهة المسلحة إضافة إلى أنها تميل كثيراً لصالح النظام، فإنها أيضاً يمكن استغلالها بصفتها (مواجهة للإرهاب)، وكلمة (إرهاب) كافية كما يعتقد للتعاطف الدولي، أو على الأقل للتريث في اتخاذ قرار أو موقف متعجل من قبل الرأي الدولي، وهو يجيد اللعب كثيراً على مسألة الوقت التي تمنحه مزيداً من التفكير والقتل في آن واحد، بعد ذلك وصف ما يجري بأنها حرب طائفية، وأخذ يدفع الأزمة بهذا الاتجاه من خلال الاستعانة بالمرتزقة من الإيرانيين وحزب الله لثقته أن هؤلاء قادرون على التوجه بالأزمة لمنعطف الطائفية بناء على خبراتهم الطويلة في هذا المجال، وبالفعل فقد أبادوا عدداً من الُقرى السُّنية التي ربما لم تكن من معاقل الثوّار، لكنه يدرك أن قتل النساء والأطفال سيثير هذه القرى، وعندما يثور أهلها ينظر إليهم كونهم سنّة أو جماعات سنيّة متطرفة، وهو الذي سهّل من قبل للقاعدة (السنية) بالدخول إلى الأراضي السورية، ثم كرر نفس الطريقة بدخول حزب الله الحليف (الشيعي) لتبدو الحرب بلباس طائفي، وهو ما جعل أمريكا قبل ثلاثة أشهر حسب تقارير صحفية تطلب لقاءات مع الثوار، لكن الثوّار أصيبوا بخيبة كبيرة عندما أخبرهم الأمريكيون أن اللقاء لعرض تعاون بين الثوار والأمريكيين وليس لتزويدهم بالسلاح، بل لغرض التعاون مع الثوار للقضاء على المجموعات المتطرفة الموجودة على الأراضي السورية، ولأن الثوار رفضوا العرض يبدو أن النظام أيضاً عُرض عليه بالمثل للتعاون ضد (المجموعات المتطرفة) وسيرفض بالتأكيد، لأن موافقته تعني القضاء على أهم أدواته التي يستغلها لكسب مزيد من الوقت للقتل، السؤال: هل استخدام الكيماوي هو الشوط الأخير في لعبة الوقت عند الأسد أم لا؟ فهو استطاع الآن أن يجعل نقاش العالم حول الأسلحة الكيماوية وكيفية التعامل معها، وأبعد ولو مؤقتا الثورة الشعبية والقتل اليومي عن الأضواء، فهم يتناقشون حول طريقة (مناسبة) لإتلاف الكيماوي الذي هو قضية هامشية بالنسبة للأسد مقابل إتلاف كل روح تحلم بالحرية!

مشاركة :