برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أطلق أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا لـ «سوق عكاظ» مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز مساء الخميس الماضي إشارة انطلاق فعاليات الدورة الثامنة لسوق عكاظ، بحضور حشد من الأمراء والمسؤولين والإعلاميين والمثقفين والمواطنين. وفور وصول الأمير مشعل بن عبدالله ولحظة دخوله منطقة «الجادة» تسلّم رسالة من «عمرو بن كلثوم» وقرأ محتواها على الحضور، قائلاً: «بسم الله وعلى بركة الله نعلن افتتاح جادة سوق عكاظ لعام 1436هـ». وعبَّر الحضور عن إعجابهم الكبير بالجهد المبذول، الذي تضافرت كل الجهات المعنية بإمارة منطقة مكة المكرمة لإنجاحها، ومن ذلك الجهد الذي بذلته الهيئة العامة للسياحة والآثار لإنجاح الحدث السنوي الكبير، وتوفير أكبر قدر من الراحة للجمهور، ورعاية الفعاليات التراثية والثقافية على الجادة، وجائزة الحرف اليدوية «بارع»، كذلك تنظيم مشاركة الحرفيين من المملكة وخارجها، وتنفيذ أنشطة تسويقية إعلامية لفعاليات «الجادة». وشاهد الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز والحضور الاستعدادات التي أقامتها «جادة» سوق عكاظ عن الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم التغلبي بعنوان «فارس قومه»، وثمّن أمير منطقة مكة الجهد الذي بذله فريق العمل، وفي مقدمهم المخرج ممدوح سالم، والمخرج المنفذ الفنان عبدالله اليامي، إذ ارتكز في كتابة العرض على أربعة محاور رئيسة هي: سوق عكاظ التجارية قديماً وحديثاً، معلقات الشعراء، فنون المبارزة والقتال، وأخيراً الدراما. وتميز العرض بمحاكاة البيئة ونمط الحياة في تلك الفترة من خلال منطقتين الأولى «جادة عكاظ»، التي حوت معلقات الشعراء والسوق التجارية والقوافل التجارية القادمة من الشام واليمن، وعروض الفروسية وفنون المبارزة، أما المنطقة الثانية فتتمثل في «حي عكاظ» الذي نصبت له أكثر من 15 خيمة بالطريقة نفسها التي كانت مستخدمة في تلك الحقبة الزمنية، إضافة إلى أن الجادة حوت أكثر من 300 سيف ورمح وسهم على غرار ما كان يستخدمه فرسان تلك الفترة. وشارك في تجسيد العرض أكثر من 200 ممثل وفريق من لاعبي الجمباز والمبارزة في الحرب، وكذلك تمت الاستعانة بـ 15 جواداً عربياً أصيلاً امتطاها 15 فارساً سعودياً، كما شاركت المصممة السعودية رضا غزاوي في تصميم الملابس التاريخية التي تم تجسيد العرض بواسطتها. من جهته، اعتبر مخرج «جادة عكاظ» ممدوح سالم ثناء أمير منطقة مكة بمثابة وسام على صدور كل القائمين على نجاح العمل، موضحاً أن مدة العمل المسرحي الذي شاهده الحضور 45 دقيقة، ويستمر يومياً من الساعة الثانية ظهراً حتى الساعة الثامنة مساءً. وتابع مخرج «الجادة»: «في الفترة المقبلة سيكون العرض الحي والمباشر للمسرحية أيسر على رغم كل التحديات، لأن الأجواء التفاعلية مع جمهور مدينة الطائف المعروف بتذوقه للإبداع ستسهم في اندماج أكثر من 200 ممثل بمنتهى الدقة في تجسيد الأحداث وفق السيناريو المحدد والرؤية الإخراجية المحكمة». وفي حفلة الافتتاح قال الأمير مشعل بن عبدالله إن مهرجان «سوق عكاظ» ينطلق في نسخته الثامنة، في أجواء من المنافسة الخلّاقة بين أبناء الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، «ليعيدوا أمجاد الأمة العربية ويجددوا تاريخها المشرق في هذا المكان الذي تبارى فيه أسلافهم، وليؤكدوا العهد أن «سوق عكاظ» سيبقى منارة للعلم والثقافة والأدب والفنون، وموطناً للحرف والصناعات والمشغولات اليدوية ومحطة للتراث الشعبي العربي الأصيل». وزفّ إلى الحضور «تحيات راعي مهرجان سوق عكاظ الدولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وكذلك تحيات ولي عهده الأمير سلمان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء والمستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، الذين حظي مهرجان سوق عكاظ بدعمهم المستمر والإبداع المتألق في عالمنا العربي، فكان الامتنان للقيادة الرشيدة على رعايتها الكريمة لمهرجان سوق عكاظ». وسلّم أمير منطقة مكة جائزة الإبداع إلى وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل، تسلّمها نيابة عنه نجله الأمير سعود بن خالد الفيصل، وللأمير سلطان بن سلمان. كما قلّد شاعر عكاظ الشاعر التونسي المنصف الوهايبي بردته وسلّمه جائزته، وسلّم أيضاً الشاعر علي الدندن، جائزة شاعر شباب عكاظ. وتم الإعلان عن أسماء الفائزين بجوائز عكاظ، في فرع جائزة لوحة وقصيدة وهم: يوسف إبراهيم، محمد الخبيتي، وصادق يماني، وفي فرع جائزة الإبداع والتميز العلمي كرّم الدكتور محمد البيروتي، وفي فرع الخط العربي عبدالرازق المحمود، ومصطفى قلوح، ومهند السباعي، وعبدالناصر شعبان، وعبيد النفيعي.