في هذه الأيام، تحتفي المملكة العربية السعودية ــ قيادة وشعبا ــ بالذكرى الثالثة والثمانين لإعلان الملك عبدالعزيز ــ رحمه الله ــ توحيد هذه البلاد الطيبة، وهو احتفال بمسيرة ممتدة من الإنجازات والنجاحات الطويلة والقصيرة في نفس الوقت، طويلة من حيث مستقبل البنية التحتية التي تركز المملكة عليها من خلال مشاريعها التنموية، وقصيرة من حيث مدة تنفيذها، والتي انتقلت فيها المملكة من مصاف الدول الفقيرة البدائية إلى دولة في مقدمة الاقتصاديات العالمية، وأخذت مكانها ضمن دول العشرين كدولة تمتلك اقتصادا قويا ومتينا، ويتميز بميزة الاستقرار والنمو المتزن لتمشي المملكة على خطط واثقة على هدي قائد هذا الكيان الشامخ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ــ يحفظه الله ــ وبرؤية واضحة وثاقبة، ومبادرات جريئة وشجاعة وتوجيهات سديدة، رشيدة، وواقع حافل بالمشروعات الإصلاحية، ومكرمات جزيلة منحها بلده وشعبه الوفي، شعب المملكة العربية السعودية، ومن بينها أمره الكريم بأن يكون يوم الأحد 16/11/1434هـ إجازة رسمية للطلبة والطالبات في جميع المراحل التعليمية، ولكافة موظفي وموظفات قطاعات الدولة في كافة أنحاء المملكة لتكتمل الفرحة، ويضم إلى يوم الوطن. ويمضي هذا البلد قدما نحو البناء والتطور والتقدم والازدهار، ليثبت للعالم بأن هذا البلد سيقف ــ بإذن الله ــ شامخا أبيا على مر السنين والعصور واثقا من نهجه ودستوره ونظام حكمه القائم على كتاب الله تعالى وسنة نبيه المصطفى ــ صلى الله عليه وسلم، كيف لا وهو حاضن أشرف بقاع الأرض على الإطلاق الحرم المكي الشريف، ومسجد رسول الهدى ــ صلوات الله وسلامه عليه، ليشهد الحرم المكي أكبر توسعة على مر التاريخ، لاحقة للتوسعات التي تمت في عصر الدولة السعودية منذ أن تم توحيد المملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ــ يرحمه الله، وعلى أن السنوات القليلة التي مرت زاهرة في عهد الملك عبدالله، إلا أن المشروعات الكثيرة والمتعددة قد فاقت كل التصورات وتجاوزت الزمن، وما تم إنجازه في هذه السنوات يضاهي ما أنجز في عقود في بعض الدول. وبهذه المناسبة، يشرفني أن أقدم التهنئة الصادقة لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ــ يحفظه الله ــ وإلى ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، وللأسرة المالكة، والشعب السعودي النبيل، سائلا المولى القدير أن يديم على هذا البلد نعمة الأمن والطمأنينة، والرخاء والازدهار إنه سميع مجيب.
مشاركة :