هولاند يدافع عن حرية التعبير في فرنسا بعد احتجاجات العالم الإسلامي ضد الرسوم ...

  • 1/18/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

دافع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس، عن حرية التعبير، معتبراً أنها «من قيم فرنسا»، وذلك بعد تنظيم احتجاجات في بلدان العالم الإسلامي احتجاجاً على نشر صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية الأربعاء الماضي رسوماً مسيئة للإسلام، وذلك في أول عدد أصدرته بعد الهجوم الدموي الذي استهدف مقرها في باريس في 7 الشهر الجاري، وخلّف 12 قتيلاً إضافة الى 5 آخرين خلال ملاحقات في اليومين التاليين. وشهدت تظاهرات في نيامي عاصمة النيجر حرق محتجين ثلاث كنائس والمركز الثقافي الفرنسي النيجري، وتعرضت ثلاث كنائس لتخريب في مدينة زندر القريبة من شمال نيجيريا، حيث اندلعت صدامات بين المحتجين وقوات الأمن خلّفت 4 قتلى أحدهم شرطي و45 جريحاً. ورد هولاند على أسئلة وجهها صحافيون خلال زيارته مدينة تول (وسط) وتناولت حرق العلم الفرنسي خلال تظاهرات في بلدان عدة، خصوصاً أفريقيا، قائلاً: «أفكر خصوصاً في البلدان التي لا تستطيع أحياناً أن تفهم حرية التعبير لأنها محرومة منها، وتلك التي ساندناها في مكافحة الإرهاب، لكن فرنسا لديها مبادئ وقيم أهمها حرية التعبير». وفي يومٍ ثانٍ من الاحتجاجات في النيجر، أُحرقت سيارتا شرطة على الأقل خارج المسجد الرئيسي في نيامي، بعدما حظرت السلطات مسيرة نظمها زعماء مسلمون. وقال محتج يدعى أمادو عبد الوهاب: «أهانوا ديننا لذا طالبنا المسلمين بالاحتجاج لتوضيح هذا الأمر. لكن الدولة رفضت، ما جعلنا نغضب». وأول من أمس، اشتبك متظاهرون مع الشرطة في ختام مسيرة احتجاج في العاصمة الجزائرية، شهدت اعتقال عشرات ورجلي دين هما الشيخ علي بلحاج وحمداش زراوي بتهمة تنظيم مسيرة بلا ترخيص. وأضرم محتجون النار في علم إسرائيل. في اليمن، تظاهر عشرات أمام مقر السفارة الفرنسية في صنعاء، مرددين «ارحل أيها السفير»، في حين كتب مجهولون شعارات معادية لفرنسا على جدران المركز الثقافي الفرنسي في مدينة غزة الفلسطينية. وبين الشعارات المكتوبة بخط أسود: «إلى جهنم وبئس المصير يا صحافيي فرنسا». وعلق مصدر قريب من المركز الثقافي الفرنسي قائلاً: «نعتبر هذه الشعارات أمراً خطيراً ومقلقاً، ولا بد ّمن اتخاذ الجهات الأمنية والشرطية الإجراءات اللازمة»، علماً أن عدداً من رجال الشرطة انتشروا في محيط مبنى المركز. وكان المركز الفرنسي أصيب بأضرار العام الماضي إثر تعرضه لانفجارين من جماعات مجهولة. وأفاد بيان أصدرته رابطة «علماء فلسطين» المحسوبة على «حماس»: «لم تفهم صحيفة شارلي الدرس والعبرة جيداً. المسلمون في العالم وفرنسا خصوصاً لم ولن يسكتوا على نشر صور مسيئة». في جمهورية أنغوشيا بالقوقاز الشمالي الروسي، تجمع حوالى 15 ألف شخص احتجاجاً على «إهانة معتقدات المسلمين». واعتبر رئيس الجمهورية المسلمة الصغيرة يونس بك يفكوروف، الرسوم الكاريكاتورية المسيئة «تطرف دولة من بلدان غربية تحاول للأسف تحريض المؤمنين من كل الأديان والقوميات بعضهم على بعض». وفيما نوّهت روسيا بالمسيرة التاريخية ضد الإرهاب التي نظمت في باريس الأحد الماضي، امتنع مسؤولون ووسائل الإعلام عن إظهار تضامنهم الدولي بعد اعتداءات باريس. ويتوقع تنظيم تظاهرة أخرى في جمهورية الشيشان المجاورة غداً، مع تأكيد زعيمها رمضان قديروف مشاركة نصف مليون شخص فيها. في أفغانستان، وصف الرئيس أشرف غني رسوم «شارلي إيبدو» بأنها «إهانة للإسلام» و «تصرف غير مسؤول»، مشدداً على «ضرورة استخدام حرية التعبير بطريقة بناءة من أجل الترويج للتعايش السلمي بين الأديان». وكان غني دان الأسبوع الماضي الهجوم على مقر «شارلي إيبدو»، وقال: «قتل ناس عزل ومدنيين عمل إرهابي بغيض».   مخاوف في ألمانيا على صعيد آخر، أفادت مجلة «دير شبيغل» بأن «الاستخبارات الألمانية تتخوف من هجوم إرهابي يستهدف تظاهرات تنظمها حركة «بيغيدا» المناهضة للإسلام أسبوعياً منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي كل يوم اثنين في مدن عدة. وقالت «دير شبيغل»: «أبلغت أجهزة استخبارات أجنبية نظيرتها الألمانية أنها رصدت اتصالات بين جهاديين معروفين يتحدثون فيها عن اعتداءات محتملة ضد مسيرات بيغيدا الأسبوعية»، مؤكدة أن السلطات تتعامل بجدية مع هذه المعلومات. وكانت تظاهرات «بيغيدا» حققت نجاحاً متنامياً، إذ حشدت 500 شخص في مسيرة أولى في 20 تشرين الأول، ثم 10 آلاف في بداية الشهر الجاري، و25 ألفاً الإثنين الماضي، وهو رقم قياسي حتى الآن. وقالت «دير شبيغل» إن الاستخبارات الألمانية لم تحصل على معلومات تتعلق بتوقيت الاعتداءات الإرهابية المحتملة التي تحدث عنها المتطرفون الإسلاميون أو مكانها. وأول من أمس، دهمت قوات الأمن نحو 10 مواقع لـ «الأوساط الإسلامية» في برلين، حيث اعتقلت مشبوهين تركيين. وتعتقد السلطات بأن أكثر من 600 ألماني التحقوا حتى اليوم بصفوف «جهاديين» في سورية والعراق، مع ترجيح مقتل حوالى 60، في معارك أو عمليات انتحارية نفذوها.

مشاركة :