الملم بالتاريخ، وأعني به تاريخ كرة القدم الآسيوية، يدرك مشروعية هذا الطموح المرتفع لدينا كسعوديين .. فنحن تعايشنا في الماضي مع منتخب وطني كبير قال كلمته آسيويا حتى تسيد الكل وبات قامة كروية لها وزنها. ـ صحيح إن هنالك الكثير من المتغيرات التي طرأت بين الأمس واليوم لكن ذلك لا يلغي بأي حال مدى الاقتناع بأن لدى المنتخب السعودي كل الأدوات التي قد تؤهله لكي يتأهل وينافس ويحوز على اللقب. ـ في أستراليا هاهو الأخضر على مقربة من إعلان تأهله لدور الثمانية والمتبقي لتحقيق ذلك مرهون بنزال اليوم أمام الأوزبك وهو النزال الذي نترقبه ليس من باب الفرح المؤقت بل من أجل إقناع هذا (الملم) بالتاريخ بأن حقيقة الكبار ثابتة، قد تتغير سلبا بعض الوقت لكنها لن تدوم كل الوقت، فالكبار مهما غابوا إلا أنهم بمخزون ما يحملون من التاريخ والموهبة والأسماء قادرون على أن يعودوا إلى حيث كانوا أبطالا وأصحاب قمة. ـ اليوم قلوبنا مع نجومنا تتلهف لرؤية الأداء الرفيع والمستوى الأنيق والحماس العالي الذي يأتي ليكرر المشهد الذي كان في لقاء كوريا الشمالية. ـ نعلم يقينا بأننا فنيا الأفضل لكن هذا اليقين بالمعرفة الفنية والعناصرية لايجب أن يصل حد الغرور أو حد النظر إلى الخصم وكأنه مجرد مران ساخن سنتجاوزه هكذا بسهولة، فكرة القدم دائما ما تخون التوقعات وغالبا ما تنحاز للأضعف إذا ما احترمها، وتقف ضدا الأقوى إذا ما تعالى عليها وعلى طابع العمل من أجلها داخل مستطيلها الأخضر، ومن هذا الاتجاه نقول: منتخبنا يحتاج إلى الحذر كما يحتاج إلى التركيز وإلى أهمية احترام الخصم الأوزبكي حتى يضمن فرصته ليس بتحقيق التعادل والحصول على النقطة التي ترجح كفته بالتأهل بل من أجل فوز ثمين يأتي كمقدمة للمنافسة وبقوة على اللقب. ـ أما فنيا فبرغم أن كوزمين أجاد في أسلوبه واللاعبون أبدعوا بروحهم وحماسهم في اللقاء السابق إلا أن هنالك بعض الهفوات التي تحتاج للتصحيح ولعل العمق الدفاعي تحديدا هو الأبرز منها. ـ رأينا ذلك ليس تقصيرا من أسامة وعمر فهما من كبار النجوم المؤهلين في هذا المركز لكن أحيانا يكون للإتكالية في الرقابة سبب في إبراز الخلل وبالتالي فمن الضرورة أن يتنبه كوزمين ولاعبو دفاعاتنا لهذا الجانب حتى تكتمل القوة وحتى يكتمل الفرح.. وسلامتكم.
مشاركة :