أكد رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام «الحرص على العلاقات الأخوية بين الجمهورية اللبنانية ومملكة البحرين»، في رد على تصريحات الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله العنيفة ضد السلطات البحرينية، من دون أن يسميه. واعتبر سلام أن «الكلام الذي يصدر عن أي جهة سياسية لبنانية في حق البحرين لا يعبر عن الموقف الرسمي للحكومة اللبنانية». وواصل الجيش اللبناني مداهماته بحثاً عن مطلوبين قد يكون بينهم مشتبه بأنهم انتحاريون، فنفذ مداهمات في طرابلس أمس وأوقف وسيم خضر عمر وضبط كمية من الأسلحة والذخائر (المزيد ). وأبلغ وزير الداخلية نهاد المشنوق «الحياة» أن السجناء الإسلاميين الذين نقلوا من المبنى (ب) في سجن رومية الإثنين الماضي بعد مداهمته إنهاء البؤرة «المستقلة» التي كان يستغلها قياديون منهم لتوجيه عمليات إرهابية من وراء القضبان، سيعادون إلى هذا المبنى بعد تأهيله. ونفى المشنوق رداً على سؤال لـ «الحياة» عن حملة شنها عليه متعاطفون مع السجناء، أن يكونوا تعرضوا لأذى، وقال: «بدنا نطول بالنا، ولو كان بعضهم أصيب بكسور أو بجروح لكان هناك أطباء عالجوهم. ونحن لم نضطر إلى ذلك، لأننا لا يمكن أن نتحمل مسؤولية سجين مصاب من دون علاج. لم تنزف نقطة دم». وأضاف المشنوق: «بدأنا السماح بالزيارات لأهاليهم منذ اليوم (أمس) وأرسلنا من يأتي لهم بالثياب والحاجيات التي يطلبونها عبر قوى الأمن، والصليب الأحمر تفقدهم، وسيعادون إلى المبنى الذي أخرجوا منه، على مراحل بدءاً من 1 آذار (مارس) ثم 1 نيسان (أبريل) ثم 1 أيار (مايو) بعدما يتحول السجن إلى مكان إنساني تؤمن فيه كل الحاجات. وسيبدأ تأهيل السجن غداً الإثنين» . وكان إسلاميون في مخيم عين الحلوة الفلسطيني في صيدا (جند الشام) تظاهروا تضامناً مع السجناء الإسلاميين وهاجموا المشنوق لقراره اقتحام سجن رومية لنقلهم من المبنى (ب) وفصل بعضهم عن بعض ومصادرة أجهزة الكومبيوتر والهواتف الخليوية التي كانوا يستخدمونها لتوجيه عمليات إرهابية. وكان الرئيس سلام قال في تصريح أمس، إن «مساحة التنوع السياسي الموجودة في لبنان، والتي تسمح بظهور مواقف مختلفة ومتعارضة من الشؤون الداخلية والخارجية على حد سواء، يجب ألا تكون مبرراً لإلحاق الضرر بالمصالح اللبنانية أو بعلاقات لبنان بأي دولة شقيقة أو صديقة». وأضاف: «الموقف الرسمي للبنان من القضايا العربية والدولية تعبر عنه حكومته التي ينطق باسمها رئيس مجلس الوزراء، وليس أي جهة سياسية منفردة، ولو كانت مشاركة في الحكومة الائتلافية. إن لبنان الذي عانى كثيراً من التدخل في شؤونه حريص على عدم التدخل في شؤون أي دولة، فكيف الحال إذا كانت هذه الدولة دولة شقيقة عربية مثل مملكة البحرين؟». وأكد حرصه وغيرته على البحرين وقال: «أتمنى لها كل الخير والتقدم. وأنا متأكد من أنها قادرة على تخطي أي عثرة تواجهها بفضل حكمة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وإخوانه. إن للبحرين مكانة خاصة في قلوب اللبنانيين الذين ساهم الكثير منهم في نهضتها ونعموا وما زالوا بخيرها وبالأمن والأمان في ربوعها». وأمل سلام بـ «ألا تؤدي أي غمامة صيف عابرة إلى تعكير أجواء الأخوة العميقة بين لبنان والبحرين، أو بينه وبين أي دولة شقيقة من دول مجلس التعاون الخليجي التي لها أفضال كثيرة على بلدنا وشعبنا». وقال: «إننا أحوج ما نكون في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها أمتنا العربية إلى أعلى درجات التكاتف والتضامن لمواجهة التحديات والمخاطر التي تواجهنا ، وفي مقدمها الإرهاب. ونرى أن وحدة الصف هي السبيل الوحيد لحماية هذه الأمة وتحقيق الاستقرار والرفاه لأبنائها، ولبنان كان وسيبقى مشاركاً وداعماً لهذا التوجه وعاملاً من أجله».
مشاركة :