المنظمات الارهابية التي تتستر بالدين الاسلامي لا تمثل الاسلام ولا المسلمين. هذه حقيقة معروفة ولا يمكن اختزال الاسلام الذي ينتمي اليه أكثر من مليار انسان في منظمات ارهابية يرفضها المسلمون قبل غيرهم. الكاتب الفرنسي (ميشال ويلبيك) له رأي آخر عبر عنه في رواية بعنوان (استسلام) أثارت الكثير من الجدل وتعرضت لنقد شديد كونه استغل الأجواء المشحونة بالخوف على مستوى العالم ليقدم هذه الرواية التي وصفها أحد المعلقين بأنها نوع من المتاجرة بالخوف. الكاتب يتخيل انتخاب رئيس مسلم لفرنسا عام 2022 ويقود ذلك الى أسلمة فرنسا تدريجيا حسب منطوق الرواية. هذا الخيال الأدبي السياسي دفع ببعض النقاد الى اتهام الكاتب بأنه يخدم أحزابا سياسية معينة مثل حزب اليمين المتطرف، ويساهم في التأجيج ونشر أجواء من عدم الثقة داخل المجتمع الفرنسي، وهذا ما دفع بأحد النقاد الى وصف الرواية بأنها لا مسؤولة كونها تتبنى وإن بطريق غير مباشر الأفكار التي تعارض دمج المسلمين من أصل غير فرنسي في المجتمع الفرنسي. هذه الرواية التي لا تخدم التعايش في المجتمع الفرنسي قد تمتد آثارها الى مجتمعات أخرى وهي ضد المسلمين وغير المسلمين لأنها تعبر عن فكر متطرف موجود لدى الطرفين ولكنه لا يمثل الجميع. وفي بعض المجتمعات الاسلامية يوجد من يحذر من الآخر من خلال التخويف من خطر يأخذ مسميات مختلفة منها العولمة، والتغريب، والغزو الثقافي. ولو انساق الانسان خلف هذه المخاوف لتهدمت جسور التواصل الثقافي والحضاري بين المجتمعات وحل محلها العزلة والعداء والجمود. الكاتب الفرنسي اختار لروايته عنوان (استسلام) وربما كان يقصد استسلام فرنسا للمسلمين، لكنه في نظري عنوان يعبر عن استسلام الكاتب نفسه للفكر المتطرف.
مشاركة :