أوضح الدكتور يحيى محمد العطوي الباحث في علم الجريمة بتبوك أن السلوك الإرهابي لا يولد بل يتم تشكيله وبلورته من خلال استغلال أحداث وقضايا معينة تم تجاهلها ممن لديهم القدرة في حلها لذلك وأن الخشية من ارتداد الإرهاب إلى داخل مجتمعنا واردة وبنسبة كبيرة من خلال استغلال أبناء هذا المجتمع للقيام بالعديد من العمليات الإرهابية للنيل من وحدة وتماسك هذه البلاد استناداً إلى أن هؤلاء الإرهابيين ولاؤهم مطلق لجماعاتهم وقادتها ولضعف ارتباطهم بمجتمعهم وبمعاييره الدينية وقيمه الاجتماعية وبالتالي فهم يعيشون عزلة وغربة اجتماعية يسيطر على سلوكهم الغموض والقلق والتوتر والانطواء ،ما سهل من عملية التحاقهم بهذه الجماعات ومعاداة المجتمع والعمل على النيل منه ومن رموزه وإلحاق الأذى بأفراده فالفرد الذي يفجر نفسه بأناس أبرياء ليس سوى شخص غير سوي ومتعصب وسادي ومتصلب في ارائه ومعتقداته ولذلك أسهمت كل هذه الخصائص في سهولة تجنيدهم بل وفي إذعانهم المطلق لقادة الجماعات التي ينتمون إليها. وفي هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها الكثير من الأوطان العربية والإسلامية من تدهور وتشرذم وانقسام و في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة من تاريخ شعوب هذه المنطقة يتم استغلال الشباب العربي والمسلم من قبل جهات مشبوهة إقليمية ودولية لصناعة الإرهاب من خلال ترك المنطقة تعج بالعديد من المشاكل والانقسامات المذهبية التي تمت تغذيتها بشكل مذهل خلال المرحلة الماضية وعدم تدخل واضح من مجلس الأمن والدول العظمى في حل هذه الصراعات كما هو حادث في سوريا واليمن والعراق، ما زاد من بؤر التوتر والصراعات المذهبية المقيتة ولذلك يتم استخدام الدين من قبل العديد من هذه الجهات لتجنيد الشباب في الوطن العربي بشكل عام وفي بلادنا على وجه الخصوص لتنفيذ أجندات ومخططات من اجل صناعة الإنسان العربي كإرهابي يستخدم التعصب الديني كأداة من قبل قادة التنظيمات الإرهابية لإشعال المنطقة برمتها بويلات القتل والتدمير دون قدرة واستطاعة لهؤلاء الشباب في تبيان حقيقة هذه الجماعات وأهدافها المشبوهة.
مشاركة :