لم يرق الفيلم الذي عرضه وزير الإسكان تحت قبة مجلس الشورى الثلاثاء الماضي لعدد من أعضاء المجلس، على الرغم من مشاهد الاستعطاف التي أظهرت وزير الإسكان وهو يقبّل رأس مسن بعد تسليمه مفتاح منزله، فجاء رد أحد الأعضاء صريحا وشفافا حينما قال: "نرى أفلاما ولا نرى منتجات!". بعد عام كامل من وعد معالي وزير الإسكان الشهير الذي قطعه على نفسه بتسليم المواطنين الذين اكتملت أوراقهم السكن عندما قال: "لا يفصل بين المواطن الذي تقدم بطلب إلى وزارة الإسكان واكتملت أوراقه سوى سبعة أشهر"، أخذت وزارة الإسكان بخاطر المتقدمين لموقعها على الإنترنت من خلال بعض الإجراءات الروتينية التي تريد أن تقول من خلالها: "نحن هنا"، فأطلقت إجراء تحديث البيانات واختيار نوع السكن من عدة خيارات يسيل لها اللعاب: أرض، قرض، سكن جاهز، ثم عادت بعد أشهر لتعلن عن نقاط المفاضلة، فعرف كل متقدم عدد نقاطه، ولكن لم ير أي بوادر لتحقيق الحلم الذي وعد به الوزير قبل عام. كنت كتبت مقالا هنا بعد مرور سبعة أشهر على وعد الوزير بعنوان: "حان الموعد يا معالي الوزير!" واليوم، وقد شارف العام على الانتهاء دون أن يتحقق الوعد، أعود للكتابة مرة أخرى لعلي أذكر معاليه، فلربما أشغلته المهام الجسام ونسي ما وعد به. ليس هناك أقسى من انتظار وعد مسؤول أطلقه ولم يف به، بينما ظل مواطن بسيط ينتظره على أحر من الجمر، ويبني آمالا وأحلاما وردية على ذلك الوعد الذي تكشف له الأيام أنه ليس إلا سرابا يحسبه الظمآن ماء، وكم مواطن لسان حاله سيقول لو شاهد فيلم الإسكان: "لا تقبل رأسي أعطني سكننا وأنا من سيقبل رأسك!". من عهدة الراوي: من أجمل الرسائل التي يتلقاها المواطن من موقع إسكان عندما يتحرى عن بياناته وحالة الطلب هي عبارة: "أنت مؤهل للحصول على سكن"، ولكن أمام جمال هذه الرسالة يظل المواطن حائرا ومتسائلا: "إلى متى سأبقى مؤهلا؟!".
مشاركة :