تعرَّضت آلية للجيش اللبناني متمركزة في محيط ملعب الجهاد في منطقة باب التبانة (طرابلس) إلى اعتداء بقنبلة يدوية ليل أول من أمس، أدى إلى إصابة مواطنين بجروح طفيفة. ويتَّخذ الجيش تدابير أمنية مشددة على مداخل المدينة والطرق الرئيسية فيها ويلاحق الفاعلين. ويقيم الحواجز ويسيّر دورياته لاستباق أي عمل أمني تخطط له المجموعات الإرهابية بعد التفجير الإرهابي المزدوج في جبل محسن قبل أسبوع. وتقرر اتخاذ تدابير لتنظيم السير داخل المدينة تقضي بمنع الفانات والباصات من استخدام البولفار الرئيسي لضبط الاوضاع الامنية في الوسط التجاري ومحيطه. وأوقفت قوة من الجيش في محلة حارة حريك المدعو محمد علي شكر بموجب وثيقتين لقيامه بأعمال إرهابية، وضبطت بحوزته مبلغاً مالياً وشيكات مزورة، يرافقه كل من السوريين أحمد رحمو الصطوف وغصون ابراهيم الحسين، وفق بيان قيادة الجيش. وأوقفت أحمد مصطفى قهوجي في الحي الغربي - صبرا بعد مداهمة منزله، المتهم بإطلاق نار وأعمال إرهابية، وضبطت داخل منزله كمية من حشيشة الكيف والمواد المخدرة. وكانت هيئات المجتمع المدني في طرابلس نظمت مسيرة شموع صامتة من مدخل جبل محسن وصولاً الى مكان التفجير، لمناسبة ذكرى مرور أسبوع على سقوط ضحايا التفجير المزدوج. وتلقى رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ أسد عاصي اتصال تعزية من وزير الخارجية جبران باسيل، فيما زار الوزير السابق فيصل كرامي جبل محسن على رأس وفد، متفقداً مكان التفجيرين ومقدماً تعازيه لأهالي الضحايا وللشيخ عاصي. وضم كرامي «شهداء جبل محسن الى شهداء طرابلس وكل لبنان»، متمسكاً بضرورة «صيغة العيش المشترك والعمل على تفعيل الاستقرار، الذي هو ضمانة للمؤسسة العسكرية». واعتبر عاصي أن «الرئيس الراحل عمر كرامي شهيد وطني». وقدَّم النائبان خضر حبيب وكاظم الخير، التعازي باسم كتلة «المستقبل» النيابية ورئيسها الرئيس فؤاد السنيورة، إلى عاصي. وكان تأكيد على «أهمية الوعي الذي تحلى به أبناء طرابلس بكل نسيجها، لمنع دخول الفتنة إلى طرابس. الراعي في جبل محسنً وانتقل البطريرك الماروني بشارة الراعي الى طرابلس أمس، وجال على كنائس فيها وتفقد مكان التفجير في جبل محسن ومعزياً أهالي الضحايا. كما زار منزل الرئيس عمر كرامي معزّياً. وواكبت زيارته تدابير أمنية استثنائية للجيش على طول الطريق الممتدة من مدخل محافظة الشمال في البترون وصولاً إلى مداخل طرابلس والطرق الرئيسية فيها. وقال الراعي في مؤتمر صحافي مشترك مع الشيخ عاصي إن «هذه الخسارات لا تثمن، إنها قرابين على مذابح الوطن»، داعياً إلى «التعالي على الجراح والنظر إلى خير الوطن. هذه أرضنا ووطننا جميعاً». وأضاف: «لا يجوز أن تكون طرابلس مدينة الفقر والحرمان لكي نقفل الطريق أمام الذين يحاولون التفرقة، فلا سلام حيث لا إنماء»، موضحاً ان «كل لبنان يقدر كيف اطفأتم فتيل الشر والثأر وارتضيتم هذه الذبيحة». وحيا كل «القيادات الطرابلسية التي وقفت معكم وقفة واحدة والحكومة على كل الخطوات وخصوصا وزارة الداخلية على كل ما خططوا له من اجل الأمن والسلام». وأكد أن «لا حياة شريفة إلا مع الجيش والقوى الأمنية وعلينا النظر إلى المستقبل لتعود طرابلس والجبل أرض التآخي والعيش معاً». وأكد الراعي «أهمية انماء طرابلس وإخراج أبنائها من الفقر»، محملاً الدولة «مسؤوليتها بالإنماء المتوازن لأن لا سلام حيث الحرمان». وتمنى الشيخ عاصي «عودة المطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم، وعودة العسكريين المخطوفين»، معتبراً أن «رجوعهم يمثل كرامة وطنية». وشكر «قيادة الجيش العين الساهرة لحماية الوطن». أهالي الموقوفين في رومية والتقى وزير العدل اللواء اشرف ريفي، في قاعة مسجد السلام في طرابلس، أهالي الموقوفين في سجن رومية الذين كانوا ينفذون اعتصاماً أمام المسجد احتجاجاً على وضع أبنائهم في ضوء العملية الامنية التي تم بموجبها نقل الموقوفين من مبنى الى آخر في السجن. وقال ريفي بعد اللقاء: «لا يمكن إزالة ما خلفه النظام السوري على مدى ثلاثين سنة بثلاثة اشهر، والقضية في حاجة إلى مزيد من الوقت، ولدينا مشوار طويل في هذا الموضوع. لا أريد ان أبرر او أدافع عن اخطاء وقعت مع ابنائكم، ولكنني سأتابع الملف، وسأسعى الى تنظيم زيارات وفقاً للقوانين المرعية الاجراء». وفي شأن المحاكمات، أكد «أننا قطعنا شوطاً كبيراً في هذا الأمر، ولكن، هناك جزء بسيط من الملف لم ينجز بعد، والسبب عدم حضور بعض الموقوفين جلسات المحاكمات، وأعدكم ان المحاكمات ستنتهي خلال شهرين». وطمأن الأهالي أنه «سيتم تركيب هواتف ثابتة في السجن ليتمكن السجين من التحدث في اوقات محددة». ونقل عن وزير الداخلية نهاد المشنوق ان «الحياة انتظمت بشكل طبيعي في السجن، وسيرسل غداً (اليوم) بعثة طبية تكشف على كل السجناء الذين يشكون من وضع صحي معيَّن»، كما أكد أنه طلب من المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود إرسال بعثة قضائية للاطلاع على وضع السجن «لاننا مسؤولون عن السجناء من النواحي القانونية والصحية والانسانية». وطمأن الأهالي انه اتّصل بالمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص الذي اكد له ان «كل النواقص تم استدراكها من ثياب وأدوية واحتياجات اخرى، وإن كان هناك من ممارسة عنف غير مبرر، فهم مستعدون لفتح تحقيق قضائي او مسلكي بذلك». وكان ريفي طمأن خلال غداء تكريمي اقامته النائب بهية الحريري في مجدليون على شرف الجسم القضائي والحقوقي، «كل الناس الى ان لدينا القدرة بتعاوننا واذا كنا فعلاً متكاتفين وراء الجيش ومؤسساتنا الامنية ووراء قضائنا، ان نحمي البلد من كل المخاطر». اما النائب الحريري فاكدت ان «العدالة لا تتوقف في المحاكم او المراكز الامنية بل يجب ان تشمل كل الامن الانساني»، مثنية على عمل المؤسسات الامنية والعسكرية الباسلة التي تواجه تحديات عظام».
مشاركة :