قدم جيم كلانسي المذيع المخضرم في قناة «سي إن إن» استقالته أول من أمس، بعد أن وجه انتقادات لإسرائيل في حسابه في موقع «تويتر»، على خلفية الهجوم على مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية. وكان لمح إلى تحريض إسرائيل للفرنسيين لزيادة الهجمات والضغوط على المسلمين. كان كلانسي عمل مع «سي إن إن» 34 عاما. وقبل ذلك، كتب أيضا: «الرسوم الكاريكاتيرية لم تسخر من النبي محمد، وإنما سخرت من الذين يحاولون تشويه كلامه، انتبهوا». ثم كتب أن «الدعاية الإسرائيلية تتحمل جزءا من مسؤولية الهجوم». وأغلق كلانسي حسابه على «تويتر» بعد إعلان استقالته، ولم يذكر في بيان استقالته إن كان الأمر يتعلق بتغريداته على «تويتر» أم لا. من جانبها، شكرت قناة «سي إن إن» كلانسي على «جهوده خلال أكثر من 34 عاما من العمل». في العام الماضي، استقال جيم كاريتون من صحيفة «سيدني مورنينغ نيوز» الأسترالية بعد أن انتقد ضربات إسرائيل الدموية في غزة. وفي الوقت الحاضر، يواجه تيم ويولكس، مذيع في تلفزيون «بي بي سي»، ضغوطا قوية ليستقيل بعد أن قال ليهودية في باريس، أثناء تغطيته الهجوم على مجلة «شارلي إيبدو»: «أيضا، يعاني الفلسطينيون من اليهود». غير أن استقالة الأميركية العربية هيلين توماس، قبل 5 أعوام، أثارت ضجة كبيرة. وذلك لأن عمرها كان 89 عاما. وأدان البيت الأبيض تصريحاتها. وكانت قالت: إن اليهود يجب أن «يخرجوا، بحق الجحيم، من فلسطين، ويعودوا إلى أوطانهم، إلى بولندا، وألمانيا، وكل مكان آخر». وكانت غطت البيت الأبيض لنصف قرن. ولهذا، صار لها اعتبار خاص. وخصص لها في الصف الأمامي مقعد رئيسي، ومنحت امتيازات خاصة بسبب خدمتها الطويلة هناك، حيث غطت كل رئيس منذ جون كيندي. ووصف جيمس غيبز، المتحدث باسم البيت الأبيض التصريحات بأنها «هجوم يستحق الشجب» وأنه لم يتحدث مباشرة مع الرئيس باراك أوباما عن تصريحات توماس، لكنه يعرف أن «الرئيس لا يمكن أن يقر مثل هذا». وكان لاني ديفيس، الذي عمل في البيت الأبيض في عهد الرئيس بيل كلينتون، دعا البيت الأبيض لوقف امتيازات توماس في غرفة الصحافة في البيت الأبيض. ودعا شركة «هيرست» الإعلامية التي كانت تعمل معها توماس: «للنظر في معاملة مماثلة»، وفعلا فصلتها شركة «هيرست». وكان ديفيس قال: «بالطبع هيلين تملك الحق، كمواطنة عادية بموجب التعديل الأول (في الدستور، عن حرية الرأي)، للتحدث كما تريد. حتى باعتبارها متعصبة ضد اليهود. لكن، هيلين صارت من رموز البيت الأبيض». في اليوم التالي، أعلن إسقاط توماس من وكالة «ناين سبيكرز» التي تنظم محاضرات وندوات المشاهير. وقال مدير الوكالة: «كانت السيدة توماس صحافية موقرة، وكانت رائدة للنساء، وتساعد الأخريات في مهنتها. لكن، في ضوء الأحداث الأخيرة، لم نعد قادرين على تمثيل السيدة توماس، ولا يمكننا التغاضي عن تعليقاتها حول الشرق الأوسط». وفي نفس اليوم، ألغت مدرسة بيثيسدا الثانوية (ولاية ماريلاند) خطاب التخرج الذي كان مقررا أن تلقيه توماس.
مشاركة :