قدمت باحثة سعودية متخصصة في حماية الأطفال من الإيذاء، 12 نصيحة للمربين (الآباء والمعلمين)، لمنع تعرض الأطفال للاستغلال في العالم السيبراني، الذي أصبح الأطفال عرضة له بشكل كبير جداً. وقالت باحثة الدكتوراه في مناهج التربية الجنسية للأطفال بجامعة شيفيلد في بريطانيا المستشارة في حماية الطفل من الإيذاء في «منظمة حماية الطفل» NSPCC البريطانية، أمل بنونة لـ«الحياة» إنه في هذا العصر أصبح الأطفال أكثر مهارة من أبائهم في استخدام التكنولوجيا على رغم أنه لا يملكون الخبرة الكافية والحيطة والحذر من المخاطر في العالم الرقمي. وأضافت بنونه أنه في عام 2018، صنفت منظمة حماية الطفل من الإيذاء البريطانية، الإيذاء الإلكتروني ضمن أنواع الإيذاء الشائعة الذي يترتب عليه الكثير من المشاكل الاجتماعية، والنفسية، والجنسية بسبب اهمال الأسر، والوضع متشابه في دول العالم، فالاستغلال والتنمر السيبراني (الإلكتروني) يثير قلق المربين، أنه يستهدف الصغار والكبار بطرق عدة، منها الرسائل النصية، والبريد الإلكتروني، والألعاب، أو مواقع التواصل الاجتماعي، لافتة إلى أن الأبناء يفتقرون إلى أبسط معلومات الحماية السيبرانية، مثل كيفية حظر الأشخاص المعتدين (المجرمين). وأشارت بنونه إلى أنه لدى كثير من المربين، سواءً الآباء أو المعلمين، قلق من المحادثات وغرف الدردشة في الألعاب الإلكترونية، بسبب عدم معرفتهم إلى من يتحدث الأطفال، وفي كثير من الأحيان يضع الأبناء ثقتهم في الغرباء، ظناً منهم بأنهم يريدون بناء صداقات حقيقية والواقع خلاف ذلك، فقد يكون الشخص أكبر منهم سناً، وبعضهم يعاني من أمراض نفسية، أو له أعمال سياسية مشبوهة؛ فيتصيد صغار السن، ويلجأ لدعمهم ويستغل لديهم حب اللعب، فيشبع لديهم احتياج الشعور بتحقيق الإنجاز داخل اللعبة. وتطرقت إلى قصص لأبناء تم استغلالهم من طريق هذه الالعاب، تحت التهديد، مضيفة أنه «من الصعب منع الأبناء من استخدام الإنترنت وعزلهم عن العالم الرقمي، لذا نحتاج إلى توجيههم باستخدام هذه البرامج بأمان أكثر»، مؤكدة أهمية أن «يدرك المربون أن العالم الرقمي بالنسبة للأبناء يوازي أهمية العالم الواقعي، وكما نهتم في جوانب نموهم المختلفة في العالم الواقعي؛ علينا أن نهتم لها خلال تفاعلهم مع الإنترنت، ولهذا السبب علينا مشاركة أبنائنا بالتحدث معهم وإشعارهم بالأمن، بتقديم المساعدة والابتعاد عن اللوم». وكشف بنونه عن 12 طريقة مهمة للأمن السيبراني للأطفال، وهي: مشاركة الأبناء اهتماماتهم في العالم الرقمي، والاتفاق على قوانين استخدام الأجهزة الإلكترونية، وما الأيام المحددة وعدد الساعات للوجود «أون لاين»، وكذلك استخدام متصفح أمن ومناسب للأطفال مثل موقع Google Kiddle الذي يقلل من المشكلات التي قد يتعرض لها الأطفال، مثل النوافذ المفتوحة، وغرف الدردشة الخاصة. وتضمنت النصائح أيضاً التزام العمر المناسب لكل لعبة، مثل تحميل البرامج والتطبيقات المسموح بها دولياً لمن هم أكبر من سن الـ13، وغالبية البرامج وألعاب التفاعل الإلكترونية تمنع للأطفال لمن هم دون سن الـ12، مثل لعبة «فورنايت»، وكذلك طلب الإذن من الوالدين قبل تحميل التطبيقات وإن كانت مجانية، فغالبية التطبيقات تحوي مقاطع دعائية، أو صور غير مناسبة. ونصحت بنونة أيضاً باستخدام اسم مستعار أثناء التسجيل والاحتفاظ بالخصوصية، والابتعاد عن أخبار غرباء الإنترنت، ونوع الجنس (ذكر، انثى)، وعنوان المنزل، واسم المدرسة، ورقم التلفون، والبريد الشخصي، والجنسية، وكذلك التحذير من فتح الروابط والملفات التي قد تكون محملة بالفيروسات والتي تحطم الجهاز، أو تسرق البيانات الشخصية، وموقع المنزل من دون علم، وتجنب مشاركة الأرقام السرية مع أي شخص، تجنباً لاستخدام الحساب في أمور إجرامية ومشبوهة قانونياً، واحترام الخصوصية. وأكدت على تجنب نشر الصور الخاصة، أو نشر صور ومقاطع الآخرين من دون علمهم، فهذا يعتبر من الجرائم الإلكترونية وتترتب عليها عقوبات قانونية، وتحمل المسؤولية بتقييم السلوك المقبول وغير المقبول اجتماعياً والتمسك بالقيم وأخلاقيات التعامل مع الآخرين أثناء استخدام الإنترنت، والاكتفاء بالتحدث كتابياً في مجموعات الدردشة العامة، واجتناب المحادثات الخاصة، ورفض مقابلة الغرباء وأصدقاء الإنترنت، وأخبر والديك واصطحب أحدهم في حال سماحهم بذلك، واستخدام الأنترنت للقراءة والبحث والاطلاع على معلومات جديدة، وتلخيص المعلومات وكتابتها ليس محصور على الألعاب والتواصل الاجتماعي فقط. ونصحت بنونه في حال تعرض الأطفال إلى الاستغلال أو التنمر الإلكتروني، بتقديم التوعية السليمة لهم ودعم المربين حتى يستطيع الأبناء إيقاف الإيذاء الإلكتروني بكل سهولة، بتوضيح التالي: إذا شعر الطفل بإنزعاج من أي شخص في الإنترنت؛ فالأمر سهل جداً في حظره، وفي حال أرسل إليك أحدهم رسالة تهديد فعليك تصوير الصفحة والكلام، واحتفظ بالكلام ولا تحذفه، لأنه دليل، ولطلب المساعدة من الجهات المختصة لمعاقبة المجرم؛ تأكد بأن هدف الأشخاص المساعدين لك في البيت والمدرسة هو حمايتك (نحن معك).
مشاركة :