كتائب إسلامية تدرس تشكيل «جيش سني» رداً على مشروع «الجيش الوطني»

  • 9/27/2013
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت مصادر متطابقة لـ «الحياة» أن قادة عدد من الكتائب المسلحة المعارضة ورجال الدين في شمال سورية يتداولون مسودة مشروع لتوحيد اكبر الفصائل التي تضم نحو 50 ألف مقاتل تحت لواء جيش إسلامي باسم «جيش محمد» يقتصر أعضاؤه على «أهل السنة والجماعة»، مشيرة إلى أن المشروع يرمي إلى إعطاء «القرار للعسكر في الداخل» وبمثابة رد على اقتراح المعارضة السياسية تأسيس «جيش وطني». وكان موقع «زمان الوصل» السوري أول من أشار إلى الموضوع أمس، بأن «العلماء المسلمين في سورية» يتداولون خطة «مشروع البنيان المرصوص» لتوحيد الفصائل الإسلامية المقاتلة على الأرض وتأطيرها ضمن «هيكلية إدارية وتنظيمية واحدة وفق أحدث مستجدات علوم الإدارة العسكرية». وتتضمن الخطة العمل لـ «بناء مؤسسة متكاملة وإعادة توجيه دفة الثورة بإيجاد حامل فكري ووضع إطار تنظيمي وشرعي وإبراز قيادة ثورية موحدة لمواجهة النظام (السوري) وإسقاطه» والوقوف أمام إيران. وقال قيادي في المعارضة لـ «الحياة» إن الفكرة قيد التداول منذ نحو أربعة اشهر عندما طرح «الائتلاف الوطني السوري» المعارض و»الجيش الحر» فكرة تأسيس «جيش وطني» من نحو سبعة آلاف عسكري منشق موجودين في الأردن وتركيا، موضحاً ان قادة الكتائب المسلحة اعتبروا هذا المشروع «ضدهم ويرمي إلى مقاتلتهم، اضافة الى رفضهم سيطرة سياسيين وفي الخارج على القرار الميداني». وتابع القيادي ان الكتائب الكبرى مثل «احرار الشام» بزعامة حسان عبود و «لواء الإسلام» بزعامة زهران علوش و»لواء التوحيد» بزعامة عبد القادر صالح بدأت التفكير في تشكيل «جيش اسلامي» لإعطاء القرار الى الداخل، مشيراً الى ان التطورات في الفترة الأخيرة عززت من هذا التوجه، في اشارة الى الصراع بين «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وكتائب في «الجيش الحر» من جهة والصراع بين «الدولة الإسلامية» و»جبهة النصرة» من جهة ثانية. ورأى خبراء ان «النصرة» التي تراجع نفوذها في الفترة الأخيرة لصالح «الدولة الإسلامية»، بدأت البحث عن بوتقة اوسع تعزز وجودها، خصوصاً بعد هجوم مقاتلي «الدولة» على مركز لـ «النصرة» في الشدادي في ريف الحسكة في شمال شرقي البلاد، الأمر الذي يفسر انضمام «النصرة» الى بيان وقعه 13 فصيلاً بعدم الاعتراف بـ «الائتلاف» والحكومة الموقتة برئاسة احمد طعمة. وتشير وثيقة «البنيان المرصوص» المؤلفة من 20 صفحة، الى ان «التفكير في المشروع بدأ بسبب تشتت الكتائب وفشل معظم محاولات توحيدها» لأن الخطط السابقة كانت «فردية وغير مدروسة»، اضافة الى «نفاد صبر القيمين عليها ووجود معارضة من بعض الكتائب لخطأ القيمين على محاولة التوحيد في أسلوب الطرح أو لمخاوف وأسباب عدة»، الأمر الذي دفعهم الى التفكير في تأسيس «جيش إسلامي تكون نواته الفصائل الإسلامية الأكثر تأثيراً والأكبر حجماً، مع مراعاة الظروف المحيطة بالثورة عبر التدرج في تأسيس هذا الجيش بحيث لا يؤثر في جبهات القتال، وبحيث يبدأ تأهيل الإنسان المسلم الوسطي قائداً أو فرداً عقائدياً وفكرياً وعلمياً وجسدياً وعسكرياً ليشكل نواة الجيش السوري مستقبلاً». وأفاد موقع «زمان الوصل» بأن الدراسة الأولية للمشروع تنص على ان تكون عملية تأسيس الجيش المذكور على ست مراحل تبدأ في الشهر الجاري وتنتهي في كانون الأول (ديسمبر) من العام 2014 «يتخللها تحقيق أهداف مرحلية أيضاً تتجسد في توحيد الجيش تحت قيادة موحدة ويكون قوامه مئة ألف مقاتل خلال 18 شهراً وصولاً إلى 250 ألفاً خلال 30 شهراً، مع ضرورة التخلص من فوضى السلاح، وتأمينه ذاتياً عن طريق التصنيع». ووفق دراسة اطلعت «الحياة» عليها، فإن «القيم والمبادئ» الخاصة بـ «جيش محمد» تتضمن «اعتماد مذهب اهل السنة والجماعة أساساً لهذا الجيش واستبعاد كل شخص ينتمي الى جهة او طائفة او فئة لا تنتمي الى اهل السنة والجماعة عنه»، اضافة الى «اعتماد الإسلام الوسطي من دون غلو ومغالاة ونبذ التشدد والتطرف واعتماد الفقه الإسلامي على المذاهب الأربعة في أحكام الجهاد». لكن في الوقت نفسه نصت الدراسة على «البعد عن الطائفية في طريقة تعاملنا مع جميع الأشخاص الذي ينتمون الى الأديان والطوائف او المذاهب الأخرى، مع ضرورة اخذ الحيطة والحذر والحرص منهم وعدم تمكينهم من قيادة الأمة في المستقبل. كما لا يجوز في اي حالة من الأحوال قتل اي انسان من اي دين آخر او طائفة اخرى فقط لمجرد انتمائه لهذا الدين او الطائفة. كما لا يجوز قتل الأطفال دون سن الـ 18 او قتل النساء والشيوخ ما لم يكونوا مقاتلين. كما لا يجوز هدم المنازل ولا حرق المحاصل الزراعية او البضائع ولا سرقتها». وكان الشيخ محمود الجدمي اول من اسس «جيش محمد» في حلب، لكنه قُتل قبل اشهر على ايدي «الهيئة الشرعية» في شمال البلاد، بتهمة «التعامل مع النظام السوري»، كما جاء في فيديو بُث على الإنترنت. وأعرب «زمان الوصل» ان مشروع تأسيس «جيش محمد» هو «عمل حقيقي وليس فقط دراسة نظرية، حيث تتبناه شخصيات ذات وزن ديني وسياسي وعسكري لها قدرة في التأثير الميداني»، وأن سحب 13 فصيلاً اعترافها بـ «الائتلاف» والحكومة الموقتة كان اول خطوة في هذا السياق. وكان لافتاً ان كل الفصائل الموقعة على البيان، عدا «النصرة»، تعمل تحت لواء «الجيش الحر». ولم تستبعد مصادر اخرى ان تكون جماعة «الإخوان المسلمين» داعمة لهذا المشروع بغطاء من بعض الدول الإقليمية. ومن الأسباب الأخرى التي دفعت الكتائب الإسلامية الى التفكير بتأسيس «جيش محمد» المواقف السياسية التي عبر عنها مسؤولون في «الائتلاف» لجهة الاستعداد للمشاركة في مؤتمر «جنيف-2» و»التخلي عن فكرة اسقاط النظام بجميع رموزه وأركانه» وفق قياديين في المعارضة. وقال احدهم لـ «الحياة» ان توسيع «الائتلاف» وتراجع دور الإسلاميين والحديث عن «جيش وطني» ثم موقف «الائتلاف» من «جنيف-2» وصولاً الى توجيه قادة «الائتلاف» انتقادات الى كتائب اسلامية وتكليف طعمة تشكيل حكومة موقتة، عوامل تراكمت لتعزيز التفكير لدى الكتائب المسلحة بتشكيل هذا الجيش من قبل اكبر الفصائل في شمال البلاد. وزاد: «السؤال الحقيقي حالياً ما اذا كان ذلك بداية سحب العسكر وقادة الداخل البساط من تحت ارجل السياسيين وقادة الخارج»، مشيراً الى ان قادة «الائتلاف» تعاطوا مع الموضوع في شكل جدي لأن أصحاب المشروع والبيان الأخير «ليسوا هامشيين بل أساسيين في المعارضة المسلحة».    

مشاركة :