فنان مصري يؤلف موسيقى لمعالجة أمراض نفسية

  • 1/20/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لم يتوقف الفنان المصري خالد سلام عند حدود مهارته كعازف وملحن موسيقي ماهر، بل طور موهبته مكرساً عشقه لذبذبات وإيقاعات ونغمات آلة الغيتار باص، ليحولها من آلة موسيقية مساعدة ومكملة للآلات الأخرى، الى آلة لحنية ذات كيان مستقل، ألّف بها مقطوعات موسيقية ذات مواصفات خاصة، استخدمها لمساعدة المرضى النفسيين وبعض حالات الإدمان. عقب سنوات من الحفلات الناجحة، صال وجال فيها بين مفاتيح آلته مستخدماً رشاقة أنامله على الأوتار وحساسية أذنيه للنغمات ونقرات أصابعه على جسد الآلة الخشبي ليخلق حالة فريدة من الحوار بينه وبين آلته من ناحية، وبينه وبين ذاته من ناحية أخرى، قرر العودة الى جذوره التاريخية، «فالمصريون القدماء عرفوا الموسيقى قبل شعوب العالم»، على حد قوله. يضيف: «بدأت عزف الموسيقى عام 1989، وعقب سنوات من التأليف والبحث والدراسة وجدت أنها ليست مجرد نوتة موسيقية أو مجموعة أوتار تصدر صوتاً جميلاً، بل هي طريق إلى الحوار مع الذات، لذا قررت العودة إلى الجذور وإحياء تراثنا الفرعوني الأصيل. نحن أول من استخدم الموسيقى في العلاج. فأمحتب الأول أنشأ أول معهد طبي في التاريخ للعلاج بالذبذبات الموسيقية». يستخدم سلام ذبذبات الموسيقى التي تؤثر تأثيراً مباشراً في الجهاز العصبي، علماً أن كل ذبذبة تؤثر في جزء في الدماغ مرتبط بعصب ما، فتخدّره بالقدر الذي يتيح له فرصة الاسترخاء، واستجماع الإرادة، للتغلب على مسببات الألم، فيبدأ الجسم بتنشيط المضادات الطبيعية والإفرازات الداخلية التي تساعد الجهاز المناعي وغيره على التغلب على مصدر الداء ومكانه. موسيقى تخاطب الأفكار يشرح سلام: «نجحت في تأليف مقطوعات موسيقية عام 1994 بمواصفات خاصة، اكتشفت تأثيرها البالغ في علاج بعض حالات المرض النفسي، فهي تخاطب الأفكار لا المشاعر، ما حفّزني على الاستمرار وتقديم المزيد». وعن طريقة تأليف تلك المقطوعات يقول: «أبدا باختيار الموضوع الذي يكون من حقائق الحياة العـــامة والنفـــس البـــشرية، ومن ثم أختار النـــغمات والســلالم الموسيقية والهارموني المناسب للمقطوعة وأركّب الكلمات المناسبة، وهي كلمات مفتوحة حتى تصل إلى المستمع وفق حــالته وإدراكه وثقافته، ومن بعدها أسجل المقطوعات على إسطوانات مدمجة». لا يستخدم سلام الكومبيوتر في معالجة موسيقاه «النفسية الواقعية» بل يستخدم مؤثرات من الطبيعة، كصوت المطر والرياح، والعواصف العاتية، وهدير موج البحر، فهو يرى أن التكنولوجيا على رغم أنها سهّلت على كثيرين ابتكار أنواع موسيقى حداثية، أثرت في العقول المبدعة والمهارات الأدائية. ويؤكد أن مراكز متخصصة في العلاج النفسي استعانت به في تقديم حفلات موسيقية علاجية، خصوصاً الساعين إلى الشفاء من الأمراض النفسية والإدمان، لافتاً إلى أن أسوياء باتوا يحرصون على حضور الجلسات بعدما وجدوا أنها تجعلهم أكثر إيجابية. ويسعى سلام إلى نشر موسيقاه العلاجية في المجتمعات العربية من خلال إنشاء أكاديمية متخصصة لتعليم هذا الفن

مشاركة :