لا تكاد تخلو مناسبة اجتماعية كبرى في مجتمعنا السعودي العريق من تزين النساء والفتيات بالحناء وتختلف طرق وضع الحناء من مجتمع لآخر ومن فئة عمرية لأخرى، وبالرغم من تاريخ الحناء العريق فهو معروف منذ آلاف السنين وديننا الحنيف حث على استعماله لما له من فوائد عديدة، ولكن وللأسف طالت يد الغش والتدليس هذا المستحضر الطبيعي النافع، فأصبح يشكل خطرًا يهدد حياة من يتزين ويتجمل به. ومع موسم الإجازة تكثر المناسبات ويزداد حرص العائلات أن تتجمل نساؤهن وفتياتهن بنقوش الحناء، وتتفنن من تضع الحناء “النقاشة” بالنقوش والرسوم، كما أن عنصر السرعة واللون يلعبان دورًا رئيسًا في تميز النقاشة عن غيرها وإقبال النساء عليها، لذلك أصبحن يتفنن في إضافة ألوان ومواد بترولية لإكساب الحناء اللون الأسود واختصار الوقت في ثبات لونها على أيدي وأرجل الزبائن، مما أفقد الحناء صفاتها الطبيعية وأصبحت عبارة عن مواد حارقة تتلف البشرة وتسبب الأمراض الخطيرة. كما ذكرت أخصائية الأمراض الجلدية الدكتورة نهلة سلامة، فقالت: تسبب المواد التي تضاف إلى حناء النقش والحناء السوداء الحساسية والحروق والتشوهات على الجلد بسبب الصبغة السوداء والمواد البترولية التي تضيفها النقشات إلى الحناء حتى تزيده احمرارًا، ومن هذه المواد على سبيل المثال: مطهر الديتول، والبنزين، الفلاش، والأسمنت، والتنر، وبعض المواد الكيماوية الأخرى، بل إن الأمر قد تجاوز هذا بكثير فمن المحتمل أن تصل الأضرار إلى ما هو أكبر، وقد تصل إلى الإصابة بالسرطان، ولفتت إلى أن هذه المواد عند وضعها على الجلد سرعان ما تدخل إلى الجسد، من خلال الدم، تتسبب في خلخلة تكوين الخلايا، ومن ثم الإصابة بأمراض السرطان. ونصحت الدكتورة نهلة واضعات الحناء بقولها إذا أحسستي بحرقة أثناء وجود الحناء على يديك فهذا دليل واضح على وجود إضافات لا يتقبلها الجسم ويستحسن أن تبادري بغسله وتحذري “النقاشة” من استخدام هذه المواد التي ستضر بها زبائن آخرين، أما الحناء السوداء أو الصبغة ففيها الكثير من المواد الضارة والتي تقود إلى الإصابة بالحساسية، فهي تدخل إلى الجسم عن طريق الجلد وتسبب ما لا يحمد عقباه من الأمراض ابتداء من الحساسية للجلد والحروق وحتى السرطان. وأكدت الدكتورة نهلة أنه يجب الابتعاد عن الحناء التي تحتوي على إضافات كيميائية والصبغة السوداء واستخدام الإضافات الطبيعية للحناء مثل الليمون والسكر وغيرها من المواد الطبيعية. وحول هذا الموضوع تقول أم نوّاف وهي متخصصة في وضع الحناء: إن غالبية النساء يشترطن أن يكون لون الحناء مائلا للون الأحمر الغامق أو الأسود وهذا ما يجعلني وغيري أن نضيف إليه البنزين كي يسود وهذا بعد موافقة المرأة نفسها، وأضافت: بعض النساء يشترطن رسومات ونقشات يسمعنها من نساء أخريات ويريدون أن تكون على يديهم مما يصعب علي فعل ذلك لأنني في الأصل لم أشاهد أو يتواجد لدي ذلك الرسم، وأخريات يرغبن في وضع الحناء من بداية أصابع اليدين حتى الكتف وهذا الفعل قد يسبب لي الإطالة لذلك الجأ إلى أساليبي وطرقي الخاصة بي. أما أم محمد فتقول: أصبحنا في حيرة ففي السابق لم يكن لدينا الاهتمام في شأن وضع الحناء فكنا نعتاد على وضع حناء الطباق وهذه هي الطريق السهلة والمختصرة بل توفر لنا الكثير من الوقت، أما الآن بعد دخول هذه النقوشات التي تحيّرنا فأصبحنا نعاني الكثير في اختيار النقش مما اضطرنا إلى الابتكار وإدخال مواد مساعدة للحناء حتى نصل إلى ما يطلب منا بالشكل الأمثل والأكمل.
مشاركة :