تراجع اسعار النفط غير كاف لدعم الاقتصاد العالمي بنظر صندوق النقد الدولي

  • 1/21/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

راى صندوق النقد الدولي الثلاثاء ان تراجع اسعار النفط لن يكون كافيا لتامين دعم ثابت للاقتصاد العالمي الذي يعاني من نقاط ضعف مستمرة في منطقة اليورو ومن تباطؤ في الاقتصاد الصيني غير مسبوق منذ 25 عاما. واعتبر صندوق النقد الدولي في توقعاته الاقتصادية الجديدة ان هبوط اسعار النفط .. سيسرع النمو العالمي لكن هذا الدفع ستقابله بل ستتخطاه على الارجح عوامل سلبية ولا سيما ضعف الاستثمار. وبحسب توقعات الصندوق، فان اجمالي الناتج الداخلي العالمي سيكون بالكاد افضل من العام 2014 ولن يزداد الا بنسبة 3,5% عام 2015 و3,7% عام 2016 في تخفيض بنسبة 0,3 نقطة عن توقعات تشرين الاول/اكتوبر. وكتبت المؤسسة المالية ان الدول المستوردة للخام ستستفيد بصورة اجمالية من الهبوط الشديد في اسعار النفط الذي خسر حوالى 55% منذ ايلول/سبتمبر، غير ان ذلك لن يحجب خلافات متزايدة فيما بينها. وتؤكد الولايات المتحدة التي تسجل ازدهارا اقتصاديا، موقعها كمحرك لاقتصاد العالم وهي الاقتصاد الكبير الوحيد الذي تم رفع التوقعات بشأنه هذه السنة (+3,6% بزيادة 0,5 نقطة بالنسبة الى تشرين الاول/اكتوبر، بحسب الصندوق. اما منطقة اليورو فلن يكون مستقبلها بهذا القدر من الازدهار واوضح الصندوق ان اقتصادها المهدد بانهيار الاسعار والانكماش لن يسجل نموا سوى بنسبة 1,2% (-0,2 نقطة) هذه السنة، في وقت قد يعلن البنك المركزي الاوروبي الخميس عن اجراءات جديدة لتحريك النشاط. ولفت صندوق النقد الدولي الى ان رد السياسة النقدية يبقى بطيئا اكثر مما ينبغي في اوروبا، مبديا تشاؤمه حيال اليابان ولكن بدون الاشارة الى الصدمة التي اثارها البنك المركزي السويسري مؤخرا باعلانه وقف سياسة التدخل في سعر صرف الفرنك. من جهة اخرى فان اقتصاد معظم الدول الناشئة والنامية لا يدعو الى التفاؤل وقد سجلت عملاتها ضعفا وتراجعت افاقها الاقتصادية منذ تشرين الاول/اكتوبر، بحسب صندوق النقد الدولي. اما الصين ثاني اكبر اقتصاد في العالم فستسجل تباطؤا كبيرا هذه السنة مرده بشكل رئيسي الى تباطؤ الاستثمار بحسب صندوق النقد الدولي. وتتوقع ارقام الصندوق ان يتراجع النمو الاقتصادي الصيني الى 6,8% هذه السنة وهو اضعف تقدم منذ 1990، قبل ان يتباطأ اكثر عام 2016 ليستقر عند مستوى 6,3%، محذرا من الوطأة الشديدة لهذا التباطؤ في المنطقة. ويبدي صندوق النقد الدولي قدرا اكبر من التشاؤم حيال البرازيل التي اضعفتها ظاهرة هروب رؤس الاموال والتي لن تتفادى الانمكاش الا بفارق ضئيل هذه السنة (+0,3% لنسبة النمو، بتراجع 1,1 نقطة عن توقعات تشرين الاول/اكتوبر). غير ان روسيا هي التي ستشهد اكبر قدر من التدهور الاقتصادي على وقع تراجع اسعار النفط والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها على خلفية الازمة الاوكرانية، وهو ما ادى الى تخفيض التوقعات للاقتصاد الروسي ب3,5 نقطة مع انكماش اجمالي الناتج الداخلي بنسبة 3% في 2015. وتشير المؤسسة المالية الى ان المخاطر المرتبطة بالاوضاع الجيوسياسية ولا سيما في اوكرانيا تبقى مرتفعة. وحذر صندوق النقد الدولي بان الدول الناشئة لم تخرج من النفق وقد تشهد تقلبات جديدة قد تزعزع اقتصاداتها ولا سيما اذا صحت توقعات الاسواق وقرر الاحتياطي الفدرالي الاميركي رفع نسب فائدته الرئيسية هذه السنة. اما الدول المصدرة للنفط فهي تعاني اساسا من اضطرابات اقتصادية كبيرة ولو ان الشكوك لا تزال تخيم براي صندوق النقد الدولي حول امكانية بقاء اسعار النفط بمستويات متدنية. وفي هذا السياق تم تخفيض توقعات النمو الاقتصادي في نيجيريا هذه السنة ب2,5 نقطة الى +4,8% مع انعكاس ذلك على مجمل منطقة افريقيا جنوب الصحراء التي خفضت التوقعات بشأنها ب 0,9 نقطة الى 4,9% ولا سيما على ضوء تراجع اسعار المواد الاولية الاخرى. واعلن رئيس قسم الاقتصاد في صندوق النقد الدولي اوليفييه بلانشار في مذكرة وزعت على الصحافة ان الاقتصاد العالمي يواجه تيارات معاكسة قوية ومتشعبة. وتابع بلانشار الذي سيعلق على هذه التوقعات الجديدة من بكين في الساعة 3,00 تغ انه من جهة، تستفيد الاقتصادات الكبرى من تراجع اسعار النفط. ومن جهة اخرى، فان الافاق على المدى البعيد في العديد من مناطق العالم تؤثر سلبا على الطلب وتؤدي الى انحسار النشاط.

مشاركة :