فتاة تدير مباراة تحكيميا بين فريقين من الرجال.. بالتأكيد أمر جديد على المصريين حتى لو كانت مباراة في دوري الشباب، ولكن هذه لم تكن بداية سارة سمير الحكم الدولي المصري. انتشرت صور سارة سمير خلال إدارتها لمباراة بين دجلة وطلائع الجيش في دوري الجمهورية تحت 17 سنة على مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين. أغلب التعليقات أشادت بالتجربة، صرامتها في التعامل، ولياقتها البدنية. مباراة دجلة والجيش لم تكن الأولى لسارة سمير بين فريقين من الرجال كما يظن البعض، بل أن هذه المواجهة كانت الأسهل في مسيرتها التي بدأت في 2007، كما صرحت لـFilGoal.com. كما أن سارة سمير القادمة من محافظة الشرقية حصلت على الشارة الدولية في 2014، وستمثل مصر في مونديال الكرة النسائية في كندا الذي ينطلق يونيو المقبل. ويحاور FilGoal.com سارة سمير أشهر شخصية رياضية في مصر هذا الأسبوع دون شك. - كيف بدأت مسيرتك مع التحكيم؟ كنت لاعبة في نادي الطيران، وأعشق كرة القدم من صغري.. ولكن في النهاية أنا من الأقاليم حيث لا يتقبل الناس فكرة أن تمارس الفتاة كرة القدم. ولأنني لم أتقبل فكرة الابتعاد عن كرة القدم، نصحني الكثيرون بالاتجاه إلى التحكيم، ونجحت في الاختبارات ليبدأ مشواري في 2007. - وهل بدأتي تحكيم مباريات بين الرجال قريبا؟ 99% من المباريات التي أدرتها كانت بين رجال، والبداية كانت كحكم راية في مباراة لغزل المحلة في الدرجة الثانية قبل حادثة بورسعيد، وبالمناسبة كانت بحضور جماهيري. وقتها كنت أشارك كحكم راية في مباريات الدرجة الثانية والثالثة، وكنت قريبة جدا من تحكيم الساحة، ولكن توقف الدوري عطلني كثيرا. ومع عودة الدوري خلال العامين الماضيين، بدأت في الحصول على فرصتي وكانت أول مباراة من إدارتي بين فريقي الشباب في الإسماعيلي والشرقية وديا، قبل أن أحصل على فرصتي في إدارة مباريات في الدرجة الثالثة والرابعة. - إذا، كيف تستطيعين السيطرة على ملعب يضم 22 لاعبا مع الأجهزة الفنية؟ أنا شخصية جريئة داخل الملعب لا أخاف من أحد سواء من الجهاز الفني أو اللاعبين، بل هم من يخشوني لأنني ألتزم بالقواعد والقوانين، وكروتي تحميني. - ما هي أبرز المشاكل التي قابلتك في تحكيم مباريات الرجال؟ لن أكون كاذبة إذا قلت أنني لم أتعرض لأي مشكلة من قبل، أنا حكم معروف لفرق الدرجة الثانية والثالثة.. معروفة بقوتي وهم أيضا يثقون في نزاهتي. الحكم يجب أن يفرض شخصيته من أول المباراة، ويجب أيضا أن يعامل الجميع باحترام ليحظى باحترامهم، وأنا واثقة من أنني ناجحة في ذلك. - وهل أدرتي مباريات بحضور جماهيري؟ أدرت العديد من المباريات في حضور جماهيري كحكم راية، ولكنني لم أحكم مباراة في مصر بحضور جماهيري كحكم ساحة. ولكن طبعا أدرت العديد من المباريات الصعبة في الكرة النسائية بحضور جماهيري، أخرها كان مباراة نيجيريا ورواندا في تصفيات كأس العالم الأخيرة. - هل تحلمين بالتحكيم في الدوري الممتاز؟ من بداية مشواري وأحلم بتحقيق خطوتين، الأولى كانت على المستوى الدولي بالمشاركة في كأس العالم، وسأحققها في المونديال المقبل إن شاء الله. والحلم الثاني هو أنني أحكم في الدوري الممتاز، واعتقد أنه أصبح قريبا جدا بعد إشادة الناس بي مؤخرا، وردود أفعال الناس تشجع اتحاد الكرة على منحي الفرصة. - وكيف ستتصرفين إذا وجهت لك الجماهير السباب في مباراة جماهيرية كبيرة؟ أنا اتصرف ببرود في الملعب، وهذه الطريقة سأطبقها مع كل انتقاد عادي يوجه لي من الجماهير، ولكن القانون يمنحني الحق في أن ألغي المباراة لو وجهت لي الجماهير السباب. - الكثيرون أشادوا بلياقتك البدنية، وقالوا أنها أفضل من حكام رجال كثيرين .. هل تستغلين ذلك من أجل حلم الدوري؟ أريد أن أوضح أنني من قرية صغيرة تسمى كفر محسن قريبة من الزقازيق، واضطر لأن أقطع مسافة كبيرة يوميا من أجل التدرب في أقرب ملعب للحفاظ على لياقتي، لأنني أعرف أنها مصدر قوة الحكم. ولذلك أريد أن أشكر عائلتي على مساعدتهم لي على تحقيق حلمي الغريب على أهالي الأقاليم، رغم أنها عائلة غير كروية بالمرة.