لاسانا باتيلي الشاب المالي البالغ من العمر أربعة وعشرين عاما يُكرَّم اليوم في العاصمة باريس بمنحه الجنسية الفرنسية مكافأةً له على جهوده لإنقاذ زبائن كانوا عالقين في محل المواد الغذائية الحلال، في الديانة اليهودية، خلال تحصُّنِ مُسلَّحٍ بداخله قالت مصالح الأمن الفرنسي إنه الفرنسي المُسلم الرَّاديكالي آميدي كوليبالي. التكريم جرى بحضور رئيس الوزراء الفرنسي ووزير الداخلية والعديد من الشخصيات، بمن فيها الأمنية، التي أرادت أن توجِّه بمشاركتها في مراسم التكريم تحية إلى هذا الشاب المالي على شجاعته ودوره في إنقاذ حياة مواطنين آخرين. لاسانا، وهي الصيغة المتداوَلة في إفريقيا جنوب الصحراء لاسم الحَسن، ينحدر من قرية سامْبا دْراماني في غرب جمهورية مالي. وقد دخل التراب الفرنسي عام ألفين وستة وهو في السادسة عشرة من العُمر بتأشيرة سياحية حيث التحق بوالده المقيم في باريس، واستقر بشكل دائم في العاصمة الفرنسية بعد أن مرَّ بفترة صعبة عام ألفين وتسعة، إذْ كاد أن يُطرَد من فرنسا لولا تدخل الجمعية المُسمّاة شبكة تربية بلا حدود تَضامُنًا معه، مما سمح له بالحصول على وثائق الإقامة القانونية. كان لا سانا، أو الحسن، يعمل داخل المحل التجاري في ضاحية بورتْ دو فانسانْ المحاذية لباريس عندما اقتحمه كوليبالي في يوم الجمعة، التاسع من يناير الجاري، ووجد نفسَه عالقا بداخله كغيره من الزبائن العالقين والمحتجزين. وفي الوقت الذي تمكن فيه كوليبالي من السيطرة على المحل التجاري في ظرف دقائق، حسب الروايات المتداوَلة إعلاميا في فرنسا، نجح لاسانا في إرشاد ستةٍ من الزبائن، من بينهم رضيع، نحو طابق تحت أرضية المحل لِيختبؤوا بإحدى ثلاَّجاته بعد إطفاء الأنوار الكهربائية ونظام التبريد. وهذا ما سمح بإبعادهم عن دائرة الخطر والنجاة بأنفسهم. بعدها، عرض لاسانا على المختبئين أن يتبعوه في محاولة للخروج من المحل بسرية في غفلة من المُسلَّح كوليبالي عبْر المصعد الكهربائي الخاص بالبضائع، إلا أنهم رأوا في محاولةٍ كهذه مُغامرةً عاليةَ المخاطر على أمنهم، فقرر لاسانا القيامَ بالمحاولة بمفرده وتَمَكَّنَ من الخروج بسلام. بقية العالقين داخل المحل الذين سَلِمُوا من الموت تمكنوا من الخروج لاحقا بعد عملية الاقتحام التي قامت بها قوات الأمن وقتلها كوليبالي. إلا أن أربعة زبائن آخرين كانوا أقلَّ حظا من الستة الذين أخفاهم لاسانا في الثلاجات حيث لقوا حتفَهم برصاص المُسلح الراديكالي حسب توضيحات السلطات الفرنسية.
مشاركة :