جاذبية التسالي - شعاع الراشد

  • 9/27/2013
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

كان استطلاع لا بد منه وخيار الشباب اصبح يتنقل من تسلية مرئية إلى اخرى ويمرق الوقت متسربا خاصة في العطلات. فنفكر بدلا عنهم رغم توفر اجاباتهم حينما نسأل.. لماذا تشاهدون الكثير من الافلام والمسلسلات في ايام العطل؟ فيجيبون.. هكذا نود ان نمضي وقت الفراغ. الا تطفشوا؟.. اعني اكثر من فيلم في جلسة واحدة؟ انه شيء مرهق. ابتسامة تدور وكلام يتناثر عن فروقات الزمن والاشياء وكيف ان هناك مزايا بالفعل من الاندماج المرئي. واتساءل في براءة والله؟ هناك فوائد ايضا.. مثل ماذا؟ الحت علي احدى فتيات عائلتي. تصارحني بثقة لا اتوقعها ما شاء الله. "ارى نفسي في بعض المواقف واقارن". انتظر مزيدا من التفاصيل. فيأتي ذكر مسلسل غربي في الخمسينيات او الستينيات الخلفية عن اروقة العمل ومواقف العاملين والمديرات. مشاكل وحلول ونبرة قديمة غير ان جوهر التفاعل الانساني رغم اختلاف الديكور يبقي واحدا. استوضح رؤاها اكثر معتقدة بانها ربما ترى الافضل في تشابه ذاتها ولكنها تفاجئني بان ما تقصده كان اخطاؤها تحديدا عندما تراها مصورة في سياق المسلسل. وتوضح باننا جميعا نحتاج التدريب العملي على كيفية تعاملنا في بيئات العمل المختلفة وقد نرتكب اخطاء في احكامنا في بداية مشاويرنا العملية وهذا ليس بعيب ان تعلمنا منها. المشكلة هي درجة القبول او الاستعداد لفهم الذات دون انحياز. وحينما يقدمها لنا العمل المرئي بشكل جيد يصبح الامر مقنعا فنتعلم! اقتنع بدوري ولكنني اتساءل ان كان المفهوم- التعلم من خبرات مصورة - تفيد البقية خاصة الشباب الذين قد تجذبهم حركة الاكشن اكثر لطبيعة تكوينهم واهتماماتهم. فأطل على خيارات بعض الشباب واطرح نفس الاسئلة. ويقول لي احدهم وهو يبتسم ربما لذكر شيء يميل اليه – صعب ان نتجاهل حرفنة الافلام العصرية وتأثيرها. اقول صحيح ولكن هل تستحق الاستحواذ على كل هذا الوقت؟ ان الحياة ليست فيلما. يؤكد بل ان الافلام كثيرها يعكس ما يحدث في احداث الحياة باسلوب مبالغ ويذكر بعض الامثلة. يغلبني منطقه قليلا قبل ان اصحح معلوماته بان البنات يقضين كل وقتهن في الملحق مع صديقاتهن في التسالي المرئية وقت الاجازات. آه البنات غير.. فليس لديهن خيارات كثيرة او نوادٍ شاملة خاصة بهن. وماذا عن العاب الفيديو اذن؟ يعترف الشاب بانه كان يلعب مع صديقه البارحة لعبة اسمها مترجم "حرامي السيارات" وكيف ان صديقه علق بانه مستحيل ان يسمح لابنه ذي الخمس سنوات ان يشاهدها! لماذا؟ من السهل ان نخمن بالطبع ولكن مع ذلك طرحت السؤال. قال ان العاب الفيديو من باب الاثارة اكثرها يعرض نماذج شخصيات تسرق او تقتل او تبيع المخدرات وتعلم اللاعب كيف يتقن الدور! نحن كبار ونفهم انها العاب لكن للصغار الذين يشاهدون الدنيا من خلالها التأثير صادم لانه يأتي في وقت تكوين مفاهيمهم. ولا احد يريد هذه الصور ان تتسلل إلى عقول صغاره. ثم ان هناك العاب الحرب وبالمناسبة ابن خالتي الاربعيني العمر يلعبها ايضا.. فهذه العاب تسلي الجميع. وانت الا تحبين مشاهدة الافلام؟ اصارحه بلى على ان لا تكئبني وان كانت مخيفة يجب ان يكون معي احد. اما المبهج من الافكار والتصورات في رأيي فقد باتت من فنون الدفاع عن النفس في هذا الزمن المليء باخبار مروعة! وفي النهاية يجب ان نعترف ان التسالي المرئية من سمات العصر ومن ضروريات بعض الظروف والامكنة.. فشباب يعملون بدوامين في بعض المجتمعات لن نجدهم مشغولين بكل هذه التسالي ولكنهم قد ينظمون وقتهم كي لا تطغى الاشياء على بعضها ولا تفوتهم عناصر التشويق المرئية.

مشاركة :