الحكيم والعقرب! | عبد الله منور الجميلي

  • 1/21/2015
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

مما قرأتُ: حكاية ذلك (العجوز الحكيم) الذي كان جالساً على ضِـفْـة النّـهر، متأملاً جمال الطبيعة، وفجأة لمحَ (عَـقْـرَباً) وقع في الماء، فأخذَ يتخبط؛ محاولاً النجاة من الـغَـرق؟! فقَـرر (الـعجوز الطّيب) إنقاذه، فَـمَـدّ له يده، ولكنّ العقرب لَـسَــعَـه، فسحبها وهو يصرخُ من شِــدة الألم، وبعد دقيقة مَـدها ثانية لينقَـذه، فكَــرّر العقرب لَـسْـعَــهُ، فسحبها مرة أخرى وهو يتألّــم! وكان يُـتَـابع المشهدَ ومحاولات الـرّجل وما أصابه من لَـسَـعَـات شَـابٌ كان يجلس بالجوار: صَـرخ منادياً العجوز ألم تتعظ بَـعْـدُ، العقرب أصابك مرتين، وها أنت تحاول إنقاذه للمرة الثالثة!! وهنا لم يأْبَـه الحكيم لكلمات الشاب، وظَـلّ يحاول ويتَـحَـمّـل حتى أنقذ العقرب، ثم اقترب من الشّـاب قائلاً له بلطف : يا بُـنَــي، مِـن طَـبْـع العَـقْـرَب أن (يَـلْـسَـع)، ومِـن طبعي أن (أُحبّ وأحِـنّ وأعطِــف)؛ فلمَ تُـريدني أنْ أسمحَ لطَـبْـعِـه أن يتغلبَ على طبعي ؟! هذه الحكاية البسيطة تنادي بأهمية معاملة الإنسان للنَاس بطبعِـه، وأسلوب تربيته، لا بأطباعهِمْ، وردود أفعالهم مَهْمَا كَانوا وكانت، حتى ولو كانت جارحة أو مؤلمة أحياناً، فكما قالوا: مَـن اعتاد على أن يوزع الــورد، فسيبقى شيء من العطر في يده (دائماً)!! هَـمْـسَــة إنسانية: وَزّع شَـبَـابٌ متطوعون من مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالجوف، بالتعاون مع مدارس رياض الصالحين بسكاكا، عدداً من البطانيات والقفازات والجوارب على الرعاة المنتشرين في صحراء النفود الكبرى شمال المملكة،؛ فعلوا ذلك إِثْـرَ موجة البرد الشديدة التي تشهدها المنطقة هذه الأيام! ذاك خَـبَـرٌ بُـثّ الأسبوع الماضي، وفيه تأكيد جديد على إنسانية شبابنا وطيبة مجتمعنا، فشكراً من الأعماق للقائمين على هذه المبادرة النبيلة، وكم أتمنى تعميمها في مختلف المناطق برعاية من شركات القطاع الخاص! aaljamili@yahoo.com

مشاركة :