التنكر بالعباءة النسائية وسيلة ناجحة للحصول على الوقود في باكستان

  • 1/21/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لم يجد أحد سكان مدينة لاهور بشرق باكستان سبيلاً للحصول على لترين من البنزين لدراجته النارية سوى أن يرتدى عباءة نسائية ويدخل إلى محطة الوقود ليملأ حاوية بالبنزين متجاوزاً صفاً طويلاً من السيارات التي كانت تنتظر دورها للتزود بالوقود الذي شح في الأسواق المحلية بإقليم البنجاب الباكستاني لزيادة الطلب عليه بعد انخفاض أسعار النفط في الأسواق الدولية وبالتالي انخفاض أسعاره في الأسواق المحلية في باكستان. هذا ويراعي المجتمع الباكستاني المرأة ويعطيها الأولوية حال خروجها لشراء المستلزمات وعادة ما يتم إعفاء النساء من الوقوف في الطابور، وهذا ما استغله الشاب بارتداء العباءة. وتعود أسباب اتباع سكان إقليم البنجاب أساليب عجيبة للحصول على الوقود لتضاؤل كمياته في المحطات بشكل عام لزيادة الطلب عليه خلال الفترة الأخيرة، حيث لجأ غالبية أصحاب السيارات ووسائل النقل العامة إلى استخدام الوقود في تشغيل سياراتهم بدلاً من الغاز الطبيعي بعد انخفاض أسعار النفط في الأسواق المحلية، ما تسبب في زيادة الطلب عليه ليرتفع إلى ثلاثة أضعاف استهلاكه مقارنة بما كان عليه قبل انخفاض أسعاره والذي أدى إلى فقدانه في محطات الوقود في إقليم البنجاب. من جانبها قررت الحكومة الباكستانية زيادة الكميات المستوردة من الوقود لمقابلة الاحتياجات المحلية المتزايدة. وفي السياق ذاته، تواجه باكستان نقصاً غريباً للمحروقات يؤدي إلى ارباك السلطة وتتجلى مظاهره بالصفوف الطويلة أمام محطات البنزين والتذمر الذي يعبر عنه الناس، واعتماد آخرين على الحصان لجر سيارة فرغ خزانها الى محطة الوقود. وتجتاز باكستان التي يناهز عدد سكانها 200 مليون نسمة وتستورد معظم ما تحتاج اليه من النفط، أزمة طاقة غير مسبوقة في تاريخها الحديث. وقد اعتادت باكستان على الانقطاعات اليومية للتيار الكهربائي الذي يمكن ان يستمر 20 ساعة في اليوم في بعض القرى خلال فصل الشتاء وعلى ضعف الإمداد بالغاز، أحد أبرز مصادر التدفئة مع الخشب، خلال الشتاء القاسي في الشمال. وقد تفاقم النقص في الأشهر الأخيرة وحمل الحكومة على غلق المحطات التي تبيع الغاز الطبيعي المضغوط، وهو وقود رخيص شائع الاستعمال تستخدمه سيارات الأجرة والحافلات والمركبات الخفيفة. لكن بصيص أمل لاح في الأسابيع الأخيرة لدى تراجع اسعار البنزين في المحطات بنسبة 30 بالمئة. وأمّل الباكستانيون بذلك في أن يتمكنوا مجدداً من ملء خزانات سياراتهم ومجموعات المولدات الكهربائية التي تزود منازلهم بقليل من الكهرباء في فترات انقطاع التيار. لكن خطأ ما حصل! فعلى رغم تراجع الاسعار، لم تستورد باكستان كميات كافية من الوقود، وتواجه المحطات صعوبة في تلبية الطلب المتزايد، إذا لم تكن خزاناتها جافة. وبدأ النقص يؤثر الأسبوع الماضي على اقليم البنجاب الصناعي والأكثر اكتظاظا، ثم امتد الاثنين إلى خيبر بختونخوا (شمال غرب) وإلى بعض أحياء كراتشي (جنوب) التي يسكنها 20 مليون نسمة. ويتهم بعض المسؤولين الحكوميين المصارف بأنها رفضت كما قالوا تمديد خط الاعتماد ل "باكستان ستيت اويل" (رسمية)، ابرز مزود للبلاد بالمحروقات، فاضطرت الى تقليص استيراد البنزين الذي يشهد الطلب عليه ازدياداً كبيراً. أما وزير البترول فأكد ان الوضع ناجم عن الارتفاع المفاجئ للطلب، لكنه لم يبرر لماذا لم تعمد وزارته الى استباق ظاهرة كان يمكن توقعها نظراً إلى تراجع الأسعار. وأكدت الحكومة انها زادت مشتروات النفط الخام ووعدت بحل الأزمة في غضون اسبوع، إلا ان عدداً كبيراً من سائقي السيارات يشككون في هذا الوعد. وبث شبكات التلفزة في البلاد صور عائلة في لاهور (شرق) جف خزان سيارتها فاستعانت بحصان لجرها حتى محطة بنزين، وصورة رجل امتطى ظهر حمار لملء صفيحة معلقة على احد جانبي ظهر الحمار.

مشاركة :