أبلغت "الاقتصادية" مصادر مطلعة، ببدء إجراءات فسح عدد من مقطورات قطار الحرمين من ميناء جدة الإسلامي، أمس، يصل عددها إلى 14 عربة، بحضور نحو 22 فنيا ومسؤولا من الشركة الإسبانية المنفذة والمشغلة للقطار، إضافة إلى عدد من منسوبي هيئة الخطوط الحديدية. وأوضحت المصادر، أن المسؤولين عن تنفيذ مشروع قطار الحرمين بدأوا في عمل عدد من التجارب الاختبارية على الرأس الأساسي للقطار الأول، فيما ينتظر خلال الأيام المقبلة وصول القطار الثاني لإكمال العملية التجريبية عليه، لاختبار قوته وسرعته قبل اكتمال التنفيذ بشكل كامل. وبينت، أن مؤسسة الخطوط الحديدية تعتزم بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة لتنفيذ برنامج توعوي تثقيفي متكامل لمساعدة المواطنين والمقيمين على استخدام المحطات الاستخدام الأمثل، وجعل القطارات جزءا من ثقافة الفرد السعودي، وتوضيح الطريقة المثلى لاستخدام مقطورات القطار والصالات المخصصة للركاب، فيما ستُفتح الأجزاء المكتملة أو التي في مراحلها النهائية من الصالات، ليزورها المواطنون قبل بدء التشغيل الفعلي. وأشارت إلى أن البرنامج التوعوي سيستهدف أيضاً عددا من المدارس والكليات والجامعات في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، لتوعية الطلاب والجامعيين. وأفادت بأن المسؤولين في المؤسسة يستهدفون أن يعمل البرنامج التثقيفي التوعوي على تشجيع وتحفيز المواطنين على ركوب القطار بدلا من السفر بالسيارة أو الطائرة، لما يتمتع به من تكنولوجيا عالية، وتوفير لوقت السفر بين منطقتي مكة وجدة أو المدينة المنورة، إضافة إلى ما يتمتع به من أمان عال، على غرار القطارات الموجودة في دول أوروبا وأمريكا، التي تعد جزءا أساسيا من ثقافة أفراد المجتمع هناك، إذ يرتاد القطارات صباح كل يوم غالبية الطلاب والموظفين الذين يسكنون بالقرب من عائلاتهم ويعملون في مناطق أخرى. ولفتت إلى أن قطار الحرمين، الذي يربط منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة على مساره الذي يمتد لـ 450 كيلو مترا، ويمر بأربع مدن أساسية هي مكة المكرمة وجدة ورابغ والمدينة المنورة، سيعمل على تقوية العلاقات الأسرية والروابط الاجتماعية بين أفراد المنطقة الغربية، إذ سيصبح من السهل لمواطن في المدينة المنورة أن يزور أهله في مكة خلال وقت قياسي، كما سيكون من السهل لأهالي المدينة المنورة تأدية العمرة في مكة وزيارة جدة من خلال استخدام قطار الحرمين الشريفين. كما سيحد تشغيل قطار الحرمين السريع من أزمة تكدس المواطنين في المدن الرئيسة، وسيحل أزمة السكن في المدن التي تعاني نقص عدد المعروض من الوحدات السكنية، إذ أصبح بإمكان الموظف التوجه إلى مقر عمله والعودة ثانية لمقر سكنه في المدينة الأخرى، وهو ما يعد نقلة نوعية في حركة النقل في المملكة بشكل عام.
مشاركة :