كلية الآداب بجامعة المؤسس تستعرض تاريخ الرحالة الغربيين بجدة

  • 9/27/2013
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

احتضنت قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بجامعة الملك عبدالعزيز، صباح يوم أمس الأول، الندوة العلمية الأولى لوحدة دراسات البحر الأحمر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، والتي أقيمت بعنوان «جدة في كتابات رحالة غربيين في القرن 13هـ/ 19م»، قدمها الدكتور عبدالرحمن بن سعد العرابي، رئيس قسم التاريخ بجامعة الملك عبدالعزيز، بمشاركة كل من الدكتور هاني مهنا العبدلي والأستاذ الدكتور سلوى الغالبي وأدار الحوار الدكتور محمود الدوعان.. ناقش الضيوف العديد من النقاط التي قدمها الدكتور العرابي وسط نقاش اتسم بالهدوء والشفافية ولم يخلُ من الحوار الفكاهي، والذي كان سببًا في إضفاء أريحية لدى الحضور. وتمحورت الندوة في ثلاثة محاور، هي: قدوم الرحالة الغربيين بصفة عامة إلى الحجاز وأسباب كون القرن التاسع عشر أوج قدوم الرحالة الغربيين في أعداد بالإضافة إلى المحور الثالث، والذي تركز على الرحالة الأربعة وذكرهم العرابي بحسب تتابع نتائج رحلاتهم وهم الإسباني دومنجو باديا والنمساوي جون بوركهارت والبريطاني ريتشارد بيرتون والفرنسي تشارلز ديديه.. وتحدث الدكتور العرابي عن بداية قدوم الرحالة الغربيين إلى الأراضي المقدسة، مشيرًا إلى أن رحلاتهم بدأت منذ بداية القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي) تزامنًا مع ما يُعرف في الغرب بحركة الكشوفات الجغرافية وما يسميها الباحث بحركة المد الاستعماري الغربي، والتي كانت كنتيجة من نتائج الصراع بين القوى الإسلامية والقوى المسيحية في شبه الجزيرة الأيبيرية، وخروج المسلمين النهائي منها مع نهاية القرن الخامس عشر الميلادي.. وأضاف الدكتور العرابي أنه منذ تلك البداية وحتى نهاية القرن الثالث عشر الهجري التاسع عشر الميلادي زمن دراستنا هذه بلغ عدد الرحالة الغربيين، الذين وصلوا إلى الأماكن المقدسة 18 شخصية أوربية، مضيفًا أن القرن التاسع عشر الميلادي يشكل ذروة عدد الرحالة الأوربيين، الذين زاروا الحجاز، حيث بلغوا ثلاثة عشر رحالة أتوا من مختلف مناطق أوربا، وأضاف: في دراستنا هذه حصرنا عددهم في أربعة فقط تتنوّع بلدانهم الأصلية وممن زاروا مدينة جدة تحديدًا ووصلت إلينا كتاباتهم سواء في لغاتها الأصلية أو مترجمة إلى اللغة العربية، والرحالة الأربعة، الذين اقتصرت الندوة عليهم هم: دومنجو باديا ليبليخ (اسباني) 1221هـ1807م، وجون لويس بوركهارت (نمساوي) 1228هـ/1814م، وريتشارد بيرتون (بريطاني) 1269هـ/1853، وتشارلز ديديه (فرنسي) 1270هـ/1854م.. وأشار الدكتور العرابي إلى أن دمنجو باديا (علي باي العباسي) كان أول رحالة أوربي تطأ قدماه أرض الحجاز في بداية القرن التاسع عشر الميلادي فقد حطت رحاله على شواطئها يوم الثلاثاء 4 ذو القعدة 1221هـ 13 يناير 1807م وتمت معاملته كأمير من سلالة الخلفاء العباسيين لادعائه هو بذلك، حيث أحاط نفسه بمظاهر البذخ والترف وكانت ترافقه حاشية من الأتباع والخدم، وقد استقبله أمير مكة المكرمة حينذاك الشريف غالب بن مساعد (1202-1228هـ) ودعاه للاشتراك معه في غسيل الكعبة المشرفة وأهداه قطعة من كسوتها وعيّن له مرافقًا يصاحبه في تنقلاته وقد قدّم دومنجو وصفًا دقيقًا لمدينة جدة رغم أنه لم يمكث فيها أكثر من ثمانية أيام حيث غادرها إلى مكة المكرمة يوم الأربعاء 12 ذو القعدة/ 21 يناير لكنه لم يترك كثيرًا من مظاهر حياة جدة إلا وتحدث عنه بدءًا من الوصف العام للمدينة وأسواقها وعدد سكانها وأهلها وحاميتها العثمانية ونظرة أهل جدة للفرنسيين وحيواناتها ووسائل النقل فيها ومناخها وحال أهلها من حيث الغنى والفقر. وأضاف: أما جون لويس بوركهارت فهو أكثر الرحالة غزارة ودقة في المعلومات، التي كتبها عن جدة وذلك بسبب مكوثه الطويل نسبيًا في منطقة الحجاز حيث بقي فيها أحد عشر شهرًا (من 15 يوليو 1814م إلى 25 مايو 1815م الموافق 15 جمادى الآخرة 1230هـ إلى 27 رجب 1229هـ) منها 41 يوما في مدينة جدة وصف فيها أهلها وسكانها ومناخها وأسواقها ومعالمها ومساجدها وحركتها التجارية وتنوع القادمين إليها. أما بيرتون فيُعد أكثر الرحالة نشاطًا وحيوية وإنتاجًا حيث خصص جزءًا من كتابه «قصة شخصية للحج إلى المدينة ومكة» للحديث عن الحجاز ويعد ما كتبه في هذا الجانب مليئًا بالمشاهدات المفصلة والمعلومات المسهبة واستند في بعض معلوماته إلى ما كتبه من قبله الرحالة دومنجو باديا ليبليخ وبوركهارت والرحالة العربي ابن جبير.. واستعرض العرابي في ندوته ما قدمه الرحالة ديديه، الذي يعد من أكثر الرحالة وصفًا لمشاهداته وقد يكون لخلفيته المهنية كونه أديبًا وشاعرًا وصحفيا ودارسًا للقانون وعلم النبات والرياضيات دور بارز في ذلك إضافة إلى تنوّع مصادره، التي استخدمها أحسن استخدام فأغنت الشخصية ومدوناته اليومية. بعد ذلك فتح مدير الندوة الدكتور محمود الدوعان المجال للحضور والمشاركين لإبداء آرائهم والمناقشة حول ما قدمه الباحث العرابي، حيث تحدث عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية د. أسامة جستنية عن الموقع والموضع وما تتميز به جدة في هاتين الخاصيتين.. ثم تحدثت الأستاذة مها أحمد فتيحي عن أهمية مثل هذه الندوات وضرورة تخصيص ندوة لكل رحلة من الرحالة الغربيين الـ 17 الذي زاروا جدة تحديدًا، كما تحدث الدكتور عبدالله الخطيب الملحق الثقافي السعودي السابق في باريس عن أهمية إقامة ورش عمل لمثل هذه المواضيع للاستفادة منها في تحديد أشكال مدننا التاريخية بما كانت تتميز به في الماضي.. وتناول الدكتور عبدالله الغامدي من جامعة أم القرى بمكة المكرمة الاختلاف حول وجود مقبرة باسم السيدة حواء أم البشر في جدة.. ثم تحدثت الدكتورة ابتسام كشميري حول تحديد التاريخ الأدق لبناء سور جدة وذلك في عام 913هـ وليس كما هو مشهور بأنه في عام 917م.. وفي مداخلتها حول الموضوع تناولت الأستاذة سماح باحويرث من جامعة أم القرى ما يمكن وصفه بالدراسة التحليلية لما كتبه الرحالة الأجانب عن المدن المقدسة في الحجاز وعن جزيرة العرب بعامة. وكان للدكتور عاطف نصيف احتجاجه على التشكيك في وجود مقبرة للسيدة حواء بجدة. المزيد من الصور :

مشاركة :