في هذا السوق الذي يصل طوله إلى 600 متر، يبيعون الدجاج الحي، والفواكهة منتهية الصلاحية، و»التنبول» والاحذية والملابس، حتى الحلاقة في هذا السوق ، لها تسعيرة خاصة، والعامل المشترك في كل ما يمكن شراؤه، وبيعه، أن الأسعار متدنية، ولا تصل إلى نصف السعر الذي يمكن ان تشتري به من أي مكان آخر.. أما السبب، فهو عشوائية المكان، وعدم توافر الجوانب الصحية. يقول نوه أحمد «فراش في إحدى الشركات العقارية»: يوم الجمعة هو إجازتي الوحيدة والذي أقضيه بالتبضع في سوق «البنغالية» مشيرًا إلى انه يلتقى أصدقاءه من أبناء جلدته، إذ إن إجازة الكثيرين منهم يوم الجمعة. وأضاف: الأسعار في هذا السوق تختلف عن جميع الأسواق الأخرى، إذ إن أسعار الملابس لا تتجاوز لـ5 ريالات والخضار والفاكهة رخيصة جدًا. أما أبوالقاسم فيقول: ليس لدي إلا يوم واحد في الإسبوع، أقوم فيه بمقابلة العديد من أفراد قبيلتي ونقوم بأخذ «التنبول» وتناول العصير البارد في هذه الاجواء الحارة وحتى بعد صلاة المغرب ومن ثم أعود إلى منزلي في حي الجامعة. أسعار متدنية وتعمل الأسعار احيانا على جذب بعض الجنسيات العربية التي يمكن اكتشافها بسرعة، من خلال اللغة، وطريقة ارتداء الملابس، ويقول علاء حمزة «يمني»: المميز في هذا السوق هو رخص الأسعار وبالأخص في المستلزمات المنزلية، وبالملابس إذ إنني اشتري بما لا يقل عن 150 ريالا، وهذا يكفيني لمدة عام كامل. بائع «التنبول» «خلطة من التبغ» والمشهور بالتميز في صنعته شكر محيي: يتجاوز ربحي في اليوم 60 ريالًا إذ إن سعر الخلطة الواحدة بـ»ريال» واحد فقط، مشيرًا إلى ان اغلب زبائنه من الجنسية البنغالية التي تتناول تلك الخلطة. بائع دجاج حي في السوق يدعى عبدالسلام المريح، يقول: أسعار الدجاج تترواح ما بين 25 ريالًا للحجم الصغير، و35 ريالًا للدجاج من الحجم الكبير. وأضاف: اقوم بربط أرجل الدجاجة بكيس بلاستيك للمشتري لعدم قيامها بالفرار أثناء تسوق «الزبون»، لافتا إلى أنه يتنقل من سوق لآخر حتى يأتي الجمعة والذي يربح من خلال بيعه للدجاج بـ500 ريال بما يعادل بيع 25 دجاجة في اليوم الواحد فقط، وقال خضرا الشيري: أكثر ما يشتريه المتسوقون هو السمك، الذي أجلبه من «البنقلة» في الساعات الاولى من صباح يوم الجمعة، استعدادًا للسوق، حيث أشتري الجمبري وسمك «اللاهو» و»اليري»، مضيفًا: إن الجمبري سعره يتراوح بين 30 وحتى 45 ريالًا للحجم الكبير، أما الانواع الاخرى من السمك فتباع بـ5 ريالات للكيلو الواحد، وعن عدم توافر النظافة في المكان، وعدم الالتزام بالشروط الصحية، يقول: إن الزبون لا يأكل ما أشتراه قبل أن يغسله فلماذا أنظفه؟». حلاقة بأقل الاحتياطات ولا يخلو السوق الذي تباع فيه الملابس والاحذية، والمأكولات، من اتمام مواصفات الوجاهة، إذ إن الحلاقة لها مكان، وبأسعار تقل عن المتعارف والمتداول في صالونات الحلاقة، إذ يمكن حلاقة الذقن بـ4 ريالات والشعر بـ8 ريالات فقط.. اما الاشتراطات الصحية.. فهي حسب النصيب. ويقول أبوشكري: لا نلتزم بأنظمة وزارة الصحة أو الأمانة لأن الزبائن لا يريدون العناية التي قد تزيد من أسعار الحلاقة، وعموما فأنا أراعي طلبات «الزبون» الأمر الذي جعل أسعار الحلاقة تترواح بين 4 ريالات للذقن و8 ريالات للرأس. ولا يختلف الأمر عند «الخراز»تصليح الأحذية»، ويدعى علي الأفغاني والذي استوطن زاويته من قبل وجود البنغالية ورفض الخروج منها رغم محاولاتهم لإبعاده، ويقول: أعاني من الضغط الكبير من قبل البنغالية لإبعادي من زاويتي مشيرًا إلى أنهم يمتنعون عن إصلاح أحذيتهم عندي ويفضلون الذهاب لخراز غيري. وأضاف علي: ربحي في اليوم لا يتجاوز لـ50 ريالًا ومعدل ربحي قليل ولكنني لا أريد أن اترك المكان حتى لا يشعرون بنشوة النصر، وأنهم نجحوا في ابعادي عن المكان. المحافظة على البيئة المستشار البيئي الدكتور علي عشقي يقول: الفاكهة المكشوفة والمعرضة لإشعة الشمس تكون المكان الأول لتكاثر الجراثيم المسببة للأمراض، والخطيرة مثل الكبد الوبائي لافتا إلى وجود الكثير من المياه الراكدة مرافقة لتلك الأسواق الشعبية، التي تساعد على جلب وتكاثرالبعوض المسبب للعديد من الأمراض التنفسية والعصبية في جسم الإنسان. وأضاف عشقي: يجب أن تزال تلك البسطات التي تباع في وسط الطريق، مشيرا إلى أن يوم العطلة الأسبوعية يكون يومًا مميزًا في كثير من الأسواق لبعض الجنسيات من العمالة المخالفة، حيث تباع فيها العديد من المأكولات الضارة ومن الفواكهة الفاسدة. حملات مستمرة للتفتيش شدد الناطق الإعلامي بإدارة الجوازات بمحافظة جدة المقدم محمد الحسين أن حملات الجوازات مستمرة على الاحياء الشعبية، والأسواق التي تكثر بها العمالة المخالفة، مشيرا إلى أن العديد من البلاغات تأتي على الرقم المجاني، والادارة تقوم بإرسال دوريات تابعة للجوازات إلى أماكن تلك البلاغات ونقوم بالقبض على العمالة السائبة والمخالفة لأنظمة الإقامة. المزيد من الصور :
مشاركة :