صحيفة المرصد : أرجع الداعية الدكتور سعد الدريهم، السبب الرئيسي لهروب الفتيات من بيوت أهلهن وأزواجهن، إلى ما يتعرضن له من اضطهاد في المنزل. وقال الدريهم، الخميس (22 يناير 2015) وفق موقع "عاجل"، في سلسلة تغريدات عبر صفحته الرسمية في "تويتر": "بتتبُّعي قصص هروب الفتيات من بيوت أهلهن أو أزواجهن، وجدت أن السبب الرئيس هو اضطهاد البنت من قبل أهل البيت، الذي ربما وصل إلى الأذى الجسدي". وأضاف: "إحداهن هربت من بيت زوجها لأن الزوج يضرب ويؤذي ولا يقوم بفرائض الله، واشتكت لأهلها مرارًا ولامعين ولا مجيب وهددت بالهروب، وهربت بعد ذلك". وأشار الدريهم إلى أن "البنت لا يمكن أن تهرب أو تغادر بيت أهلها وهي تعيش فيه حياة سوية. ولست أبرِّر لهذا الخلل، لكن إدراك السبب يجعلنا نتلافى هذه الحوادث"، مؤكدًا أن "النبي صلى الله عليه وسلم يضمن الجنة لمن عال جاريتين فأحسن إليهما؛ لأن الإعالة والإحسان سبب لصلاح البنت وقرار نفسيتها وحمايتها من نزواتها". وتساءل: "هل احتوينا بناتنا وعاملناهن برفق وأسمعناهن من لطيف القول؟! وهل قمنا بما يقوم به النبي لبناته من القيام لهن وتقبيل جباههن والفرح بهن والبشاشة؟!"، موضحًا أن "البنت تحتاج إلى أن تسمعها كلمة (أحبك)، والدعاء لها ومدحها". ودعا الآباء إلى احتواء فتياتهن وتفهمهن. واعتبر الدريهم أن "البنت هي بركة البيت وعطره ونوره.. والبيت الخالي من البنيات لا سكينة فيه ولا روح.. اللهم أصلح بنيات المسلمين، واحفظهن واستر عليهن". وكانت صحيفة "الحياة" نشرت مؤخرًا، نقلًا عن مصادرها، أن عدد حالات الهروب في المملكة يتراوح بين 1500 و3 آلاف حالة. وقال أستاذ علم الاجتماع المشارك في جامعة الإمام الدكتور منصور العسكر سابقًا: "إن هروب الفتيات تحوّل أخيرًا إلى ظاهرة بعد تزايد الأعداد خلال الأعوام الماضية"، موضحًا أن هناك نوعين من الحالات؛ أولهما ما يسمى "الاختفاء"، والآخر هو "الهروب". وأشار إلى أن الأسر لا تبلّغ الجهات المختصة من باب الستر وتجنّب "الفضيحة"، موضحًا أنها ربما تكون مختطفة؛ لذلك ربما تخلط الجهات بين الهروب والاختفاء. وعزا العسكر أسباب هروب الفتيات إلى "عوامل اجتماعية ونفسية"، بيد أنه أكد أن السبب الرئيس للهروب، الذي بدأ ينتشر أخيرًا، هو "التخلّي عن المسؤوليات داخل الأسرة، بتخلّي الأبناء أو الأب عن دورهما الرئيس في تلبية حاجات الأسرة، وإلقائها على عاتق الفتيات، وهو ما يشكّل ضغطًا كبيرًا عليهن، بانشغال الأب أو الأبناء في السهر مع الأصدقاء أو السفر أو في أعمال خاصة، فيصبح العبء كبيرًا على الفتيات داخل الأسرة، لإنجاز أعمال كثيرة". ويستحوذ هروب فتيات سعوديات من منازل ذويهن على اهتمام باحثين اجتماعيين كثر في المملكة، خاصةً أن المجتمع السعودي يُعَد مجتمعًا محافِظًا.
مشاركة :