تعمد بعض وسائل الإعلام إلى صياغة عناوين مثيرة، وإن خالف بعضها المحتوى، بهدف جذب انتباه المتلقي، ولو استلزم الأمر ليّ عنق الحقيقة قليلا، ما ينتج عنه ردة فعل عنيفة لدى الرأي العام. مثال ذلك عنوان خبر نشر بأحد الصحف الإلكترونية قبل يومين حول اقتراح تقدم به عضو في مجلس الشورى بشأن "مراقبة منازل المواطنين بالكاميرات"، وتم تداوله على نطاق واسع في "تويتر" وغيره، حتى وصل الأمر إلى "هشتقة" صاحب المقترح.! وحقيقته - على ذمة أحد زملائه - أن العضو اقترح تمكين ربط المنازل إلكترونيا بشركات أمنية خاصة لإنذارها عند الاعتداء عليها، دون أن يكون فيه انتهاك للخصوصية وحرمة المنازل، وهي خدمة مقدمة في العديد من الدول. عنوان ذلك الخبر جعلني أتساءل: لم لا تنقل جلسات "الشورى" عبر إحدى قنوت التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة وبشكل منتظم، فما يحدث تحت قبة المجلس ليس حكراً على الأعضاء، بل يحق للمواطن معرفته خصوصا فيما يتعلق بجلسات الشأن العام وما له ارتباط مباشر بمصالحه وهمومه. من شأن النقل المباشر تحميل عضو "الشورى" مسؤولية مداخلاته واقتراحاته، فلا يتحمل كامل المجلس وزر "طلعات" بعض أعضائه بمشروع أو اقتراح "لك عليه"، لأنه وإن عارضه البقية إلا أن "الشر يعم".! لا أحد ينكر أن لدى غالب المواطنين نظرة متذبذة تجاه مجلس الشورى، وبث وقائع جلساته خطوة نحو تحسين الصورة النمطية المرسومة عن المجلس في أذهان الناس. لدينا العديد من القنوات التلفزيونية "اللي لا شغل لها ولا مشغلة"، لدرجة أنها لو سجلت في "حافز" لاستحقت بدل "بطالة مقنّعة". فلماذا لا يستفاد منها في نقل جلسات "الشورى". وبالمرّة نتعرف عليها -معشر المشاهدين- كوسيلة إعلام وطنية.؟! ليس إغراء لمسؤولي هيئة الإذاعة والتلفزيون لقبول عرضي، لكن من يدري قد تكون فاتحة خير عليهم، فتزداد أعداد المشاهدين ببركة تلك الجلسات، ثم تبعاً لذلك تنهال عليهم طلبات الإعلانات التجارية، وتكثر دراهمهم.! ما على الله عسير..
مشاركة :