تجمع معارض الحرفيين في جادة عكاظ التي يشرف عليها البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية بارع بين 3 أجيال، فليس غريبا أن يشاهد زائر جادة عكاظ الأجيال الثلاثة تمارس حرفة واحدة في ركن واحد. ومن الصورة الجميلة في جادة عكاظ موقع الحرفية محسنة السفياني التي تجلس مع بناتها وأحفادها لعرض حرفتهم العائلية التي تجمع الأجيال الثلاثة - الجدة والبنت والحفيدة -، وتقول السفياني: إنها تأتي للسوق مع بعض بناتها وأحفادها وحفيداتها ليشاركوا معها في عرض حرفها ومنتجاتها، بل وتجعلهم يقومون بالترحيب بالزوار وشرح المنتج الحرفي الذي يرتدونه أو يعرضونه. وقالت: إن أحفادها فهموا معها أساسيات عملها، وكيفية عمل بعض الحرف من خلال معايشتهم لها ومشاهدتهم لما تقوم به، وأكدت أنه من الواجب أن نعلم أبناءنا وأحفادنا هذه المهن التي هي أمان في اليد من الفقر، قائلة: عن طريق هؤلاء الأبناء والأحفاد نحافظ على تراثنا وحضارة هذا التراث وقيمته من الضياع. أما المصممة نادية باماقوس، فقالت: إنها جاءت بابنتها معها لتساعدها في مهنتها، وانها تقوم على تعليمها هذه المهنة التي ستعود عليها فيما بعد بالنفع، مشيرة إلى أن ابنتها تعرض لزوار الجادة أثناء انشغال والدتها وتبيع وتشتري مع الزبائن وكأنها هي صاحبة المنتج. في خيمة أخرى، يجلس مسن حرفي وبجانبه ولده الذي يشرح لزوار جادة عكاظ حرفة والده ويبيع ويشتري فيها، وأشار الحرفي محمد الصعنوني إلى أنه قام بتدريب اثنين من أبنائه على مهنة نجارة وتجديد الأبواب الخشبية القديمة، وأنهما اتقنا ذلك، ولكن لظروف عملهما لم يأتيا معه. ولا تكاد تدخل إلى خيمة من خيام الحرفيين والحرفيات بجادة عكاظ إلا وتجد الحرفي وابنه وحفيده في صورة تؤكد حرص المجتمع على الحفاظ على المهن الحرفية وتوريثها للأجيال القادمة بدعم من المشروع الوطني للحرف اليدوية الذي يدعم الحرفيين من خلال الجوائز والبرامج التدريبية وصور الدعم الأخرى. ويسعى البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية «بارع» إلى رفع عدد الحرفيين في السعودية، إلى جانب رفع جودة أعمالهم لتعزيز فرصهم في تكوين مشاريعهم الخاصة، في ظل الطلب المتنامي على الحرف اليدوية محلياً وعالمياً، وينظم «بارع» بشكل مستمر دورات تدريبية للجنسين في نحو 44 حرفة في جميع مناطق السعودية.
مشاركة :