الأحساء غادة البشر أكد نفسيون، أن رسومات الأطفال تعد حواراً غير لفظي يعبر به الأطفال عما يدور بداخلهم، وتعد مؤشراً قوياً يعكس حالتهم النفسية، كما أنها إحدى أهم الوسائل التي تشكل شخصيته ومفهومه وأسلوبه. تحديد الأشكال وتبيّن اختصاصية الطب النفسي الدكتورة نوال فرحان، أنه يتم تحليل رسوم الأطفال من خلال تحديد الأشكال التي يرسمونها بشكل متكرر، وشكلها وترتيبها ومكانها في الورقة ولونها وحجمها والعدد وضبط القلم عند الرسم. وعن التفرقة بين السلوك والشخصية، تضيف «يجب أن نعرف جيداً أن هناك فرقاً بين سلوك الطفل وشخصيته؛ فليس معنى أنه قام برسمةه تعبر عن غضبه وعصبيته أن نحكم عليه من أول مرة أنه عصبي وعدواني، فربما يكون مجرد مزاج عابر فقط، لذا يجب أن تتكرر الرسمة أكثر من مرة ضمن رسومه حتى نكتشف ذلك. طرف الصفحة وبيَّنت أن الطفل الذي يكتب الأحرف عند أطراف الصفحة أو يكتب بخط كبير، فهو يحاول أن يقوم بعمل إبداعي من وجهة نظره وتعبيراً عن شخصيته، لذا على الأم ألا تظهر تعابير الضجر، والضيق على وجهها، أو تحاول أن تعنفه، أو تقوم بمسح الأحرف وكتابتها مجدداً، لأن هذا سيؤدي إلى حبس إبداعه، وقدراته على التعبير. كما أنه عندما يقوم بتظليل الحروف فهذا يعبر عن الملل، والتوتر وعدم الثقة بالنفس، أما مكان الرسم على الصفحة فيفرق كثيراً في تحليل نفسية الطفل ورسوماته. موقع الكتابة كذلك موقع الكتابة من الصفحة، فالكتابة في وسط الصفحة تعبر عن شخصية لا تحب الوضوح وتحب الحرية، وتحتاج إلى الانتباه والاهتمام، أما الكتابة يمين الصفحة فتعبر عن أن تفكيره منحصر في الماضي بذكرياته سواء سيئة أو حسنة، كما تشير إلى أنه سريع الفهم، وحساس جداً، أما الكتابة أعلى الصفحة فتعبر عن شخصية متحمسة مملوءة بالحيوية والنشاط، وتميل للخيال والإبداع، بينما الكتابة أسفل الصفحة تعبر عن أن الطفل يمر بمشكلة معينة، ويعاني من الاكتئاب، ويسيطر عليه إحساس بالضيق والحزن. أشكال هندسية وتوضح أن الأشكال الهندسية التي يرسمها الطفل لها عديد من التفسيرات، فالمربع يدل على أنه محدود في التعامل ولديه طاقة ولكنها محبوسة، ويعاني من التوتر، وخصوصاً إذا كان يضغط على القلم عندما يقوم بالكتابة، أمَّا الدائرة فتعني أنه متعاون بشكل كبير وكريم ومتسامح، ولكنه ينتقم إذا غضب ويميل للون الأزرق، والمثلث يعبر عن طفل عقلاني جداً، ومثالي، ومتزن، ويقوم بإنجاز المهام والأعمال، ويتحمل المسؤولية، ويعتمد عليه، أمَّا النجمة فتعبّر عن أنه طفل مندفع، ومتسرع في أحكامه، وسريع الانفعال، ومزاجي، ويميل في أغلب رسومه إلى اللون الأحمر. لغة داخلية الاختصاصية النفسية نورة سلمان، أكدت أن كل طفل له قدراته وطبيعته الخاصة، فالأطفال يملكون لغة داخلية خاصة، يخرجونها من خلال الرسم أو الكتابة، وهي تعكس كثيراً مما يدور بداخلهم. وتضيف أن هناك بعض الرسوم الواضحة التي لا تحمل كثيراً من التحليلات النفسية، وعلى العكس هناك بعض الرسوم للأطفال التي تحمل بين خطوطها البسيطة كثيراً من التحليلات وتوضح وتقول كثيراً من الأشياء عن الطفل وحالته النفسية.
مشاركة :