اتجهت الأنظار نحو منطقة البقاع الشمالي اللبناني لمتابعة تطبيق الخطة الامنية غير المعلنة والمتمثلة حتى الآن بعمليات أمنية خاطفة، وذلك غداة الزيارة التفقدية التي قام بها قائد الجيش العماد جان قهوجي لمنطقة عرسال الحدودية مع سورية. واشتبهت أمس، قوى الجيش اللبناني بسيارة «كيا- ريو» سوداء اللون في محيط حاجز عين الشعب عند مدخل عرسال، وضربت طوقاً أمنياً في المكان وتبين بعد حضور الخبير العسكري أنها مفخخة بنحو 15 الى 20 كيلوغراماً من المواد المتفجرة، بحسب «الوكالة الوطنية للاعلام»، وجرى تفكيكها. الى ذلك، اعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه، ان «بنتيجة التحقيقات التي تجريها مديرية المخابرات مع الموقوف ربيع عاصم عواضة الذي أوقف الاثنين الماضي وبرفقته 3 مطلوبين آخرين في حي الشيخ حبيب - بعلبك، تبين أن في حقه العديد من خلاصات الأحكام لانتمائه إلى عصابات خطف مقابل فدية، ومشاركته في عمليات الخطف التي قامت بها هذه العصابات، ومنها عملية خطف المواطن الكويتي عصام الحوطي وابراهيم الأتات وخالد عز الدين وآخرين، ولإقدامه في أوقات سابقة على إطلاق النار على دوريات للجيش وقوى الأمن الداخلي، وعلى ترويج المخدرات وبيعها وحيازتها». وكان الموقوف «تصدى للدورية المكلفة توقيفه وأطلق النار باتجاهها ما أدى إلى إصابة أحد العسكريين بجروح، وضبطت كمية من الأسلحة والذخائر والرمانات اليدوية والمخدرات في المكان وصودرت سيارات غير قانونية». واعتبر عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية كامل الرفاعي ان زيارة قهوجي عرسال «حملت رسالة الى المسلحين في الجانب الآخر من الحدود اللبنانية بأن الجيش اللبناني لديه القرار السياسي والأمني لمواجهتهم وعدم السماح لهم باستخدام الاراضي اللبنانية لأهداف سياسية». ولفت الى «ان الخطة الأمنية في البقاع انطلقت منذ يومين وشهدت منطقة بعلبك - الهرمل العديد من المداهمات وملاحقة المطلوبين، ولن تكون عبارة عن حواجز عسكرية بل عمل مخابراتي ثمّ تأتي عمليات الدهم»، مشدـــّداً على «تجاوب القوى الســياسية مع هذه الخطة وهي ترفع الغطاء عن جميع المخلين بالأمن. فهناك تأييد شعبي وسياسي لهذه الخطة التي نتمنى ان تكون ناجحة وان تتمتع بالسرية والعمل الـــسريع لإلقاء القبض على الخارجين عن القانون، لكن على أساس الحفاظ على كرامة المواطنين الابرياء الذين يتعرضون أحياناً الى مضايقات من قبل منفذي الخطة الأمنية». وفي السياق، اكدت «الاحزاب الوطنية اللبنانية» في البقاع، في بيان انه «كانت وستبقى الداعم الاساسي لسيطرة الدولة وفرض هيبتها، لذلك ستكون الداعم والمساعد لأي خطة أمنية، ونحن في البقاع اكثر المستفيدين من وجود الدولة وفرض الامن في هذه المنطقة. وإضافة الى هذه الخطة الامنية فان الاحزاب الوطنية تطالب الدولة بوضع خطط خدماتية انمائية تشمل كل المناطق اللبنانية». ورأت «ان خطر الارهاب يطاول الجميع وما تم في جبل محسن دليل قاطــع على تغلغل القوى الارهابية في مجتمعنا. واذا كان الجيش والقوى الامنية تقوم بواجبها في محاربة هذه الظاهرة فان الواجب يدعونا ليس لدعم الجيش والقوى الامنــية فحــسب بل للعمل معها والى جانبها في محاربة هذه الظاهرة». وعن سجن رومية، أعلنت «ان المبنى (ب) شكّل ظاهرة غريبة ونافرة في الوضع الامني اللبناني وأتت عملية انهاء هذه الظاهرة لتخلق حالة اطمئنان في نفوس اللبنانيين. نرجو ان تكون هذه الخطوة طريق خلاص من الظواهر المسيئة لهيبة الدولة، كما ونرجو ان تشمل سائر السجون في لبنان». ولاحقاً، أعلنت قيادة الجيش- مديرية التوجيه أنه في الثانية والنصف بعد ظهر أمس، «عثرت دورية من مخابرات الجيش قرب حاجز عين الشعب في منطقة عرسال على سيارة نوع «كيا» لون أسود من دون لوحات مفخخة بنحو 25 كيلوغراماً من المواد المتفجرة، وعلى الفور حضر الخبير العسكري وفككها».
مشاركة :