يواصل حوار القاهرة التشاوري للمعارضة السورية لبحث الأزمة في سوريا وكيفية الخروج منها، وذلك بمقر المجلس المصري للشؤون الخارجية. حضر اللقاء أمس ممثلون عن الائتلاف الوطني السوري، وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي التي تشكل أكبر وفد برئاسة حسن عبد العظيم ويضم 12 شخصية، أما ممثلو جامعة الدول العربية والخارجية المصرية، فقد تمثل في موظفين لمتابعة الاجتماع، وكان السفير محمد شاكر رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية الجهة المستضيفة للاجتماع والراعية له، قد دعا أمس، بمؤتمر صحافي إلى الاتفاق على رؤية مشتركة ووضع ورقة عمل توحد موقف المعارضة في أي مشروع تفاوضي ينهى الأزمة السورية. وقد بدأ الاجتماع ببحث بند واحد هو الرؤية المشتركة لإعادة مسار الحل السلمي. بينما قال بسام مالك، عضو الائتلاف السوري، لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك اتفاقا في وجهات النظر الـ3 التي تمثل الائتلاف وهيئة التنسيق والشخصيات المعارضة المستقلة، حول تصحيح المسار الديمقراطي في سوريا وصولا إلى حكم انتقالي ووضع دستور جديد، وتشكيل حكومة ذات صلاحيات ومجلس شعب جديد وإدارة المحلية». وأفاد بأن مؤتمر القاهرة يشكل النواة الأولى للحوار السوري - السوري، الذي ينعقد بشكل موسع في مصر، ويشمل كل أطياف ومكونات المعارضة في غضون شهرين بحث يتم وضع مرجعية لأي حوار مع النظام. وعلمت «الشرق الأوسط» أن «نقطة الخلاف بين معارضة الداخل والخارج هي حكم بشار الأسد وتغيير قيادات الأجهزة الأمنية، حيث ترى معارضة الخارج أهمية التغيير فيما ترى معارضة الداخل عدم الحديث في هذين الموضوعين حتى لا يكونوا عرضة للاعتقال فور دخولهم سوريا». وترى المصادر أنه يمكن التوصل إلى حلول وسط بشأن بشار الأسد، وهي أن يدعو إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة مع وجود مراقبين دوليين. وكان فايز حسين، عضو هيئة التنسيق، قد قال إن «الهدف من لقاء مجموعة من الشخصيات الوطنية السورية بالقاهرة، هو الوصول إلى تفاهمات ومشتركات ما بين القوى السياسية السورية المعارضة المختلفة، بحيث تكون هناك ورقة عمل واحدة يتم التفاوض وحل الأزمة من خلالها. وأوضح حسين في تصريحات له أن كل المدعوين لحضور المؤتمر يؤمنون باستبعاد الحل العسكري للأزمة السورية، ويرون أن الحل السياسي هو الوسيلة الوحيدة، مضيفا أن 24 قوة سياسية وأكثر من 140 اسما سياسيا سوريا تقدموا لحضور المؤتمر؛ إلا أن «اللقاء لن يضم كل هذه الأسماء»، لافتا إلى أن «الهدف من المؤتمر هو الإعداد الجيد لمؤتمر موسع بالقاهرة أيضا». وكان رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد خوجة، قد أعلن منذ عدة أيام، أنه سيلتقي مع أعضاء من هيئة التنسيق في القاهرة، ولم يحدد خوجة موعد اللقاء؛ إلا أنه أكد في تدوينه له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن لقاء الائتلاف مع الهيئة «سيتركز على أساس قرارات مؤتمر (جنيف 1)، للدخول في أي مفاوضات قادمة مع النظام للوصول إلى صيغة مرضية للانتقال السلمي للسلطة وتحقيق العدالة». وأعلن رئيس الائتلاف السوري المعارض، أن اللقاء يأتي ضمن توجه الائتلاف في تبني سياسة الحوار بين أطياف المعارضة، بهدف بلورة موقف موحد. وكان فراس الخالدي، مدير العلاقات العامة لرئاسة الائتلاف السوري المعارض بالقاهرة، قد أوضح أن حوار القوى السياسية الذي تتبناه القاهرة هو للخروج بوثيقة متفق عليها توضع على طاولة أي حوار مستقبلي. وأكد الخالدي أن هادي البحرة رئيس الائتلاف السوري السابق، عضو المكتب السياسي، يشارك وبرفقته شباب الحراك الثوري وأعضاء هيئة التنسيق في وضع اللمسات الأخيرة على وثيقة عمل تتضمن 24 نقطة، أبرزها تشكيل هيئة حكم انتقالية يكون بوسعها نقل السلطة من النظام لفريق متوافق عليه سياسيا. وأوضح أن هيئة الحكم الانتقالية ستدير المرحلة الانتقالية، حتى يتم إجراء انتخابات تمثل كل أطياف الشعب السوري، مضيفا أن هذا الحراك يأتي في ظل تأكيد الخارجية المصرية أنها تقف مع متطلبات الشعب السوري وحقه في الحرية واختيار من يمثله.
مشاركة :