أعلن الديوان الملكي مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملكاً للسعودية، وسيتم مبايعته بعد صلاة العشاء اليوم الجمعة من المواطنين في قصر الحكم في الرياض. ويأتي ذلك بعدما أعلن الديوان الملكي عن وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عند الساعة الواحدة من فجر اليوم. الملك سلمان بن عبدالعزيز هو الابن الخامس والعشرون من الأبناء الذكور للمؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود، وهو أمين سر العائلة المالكة ورئيس مجلسها سنوات عدة، بويع ملكاً في ٢٣ يناير من عام ٢٠١٥، وكان قد بويع ولياً للعهد في ١٨ يونيو ٢٠١٢ بعد وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز. شغل منصب وزير الدفاع ٥ نوفمبر ٢٠١١، وقبل ذلك شغل منصب أمير منطقة الرياض مدة أكثر من خمسين عاماً بداية من عام ١٩٥٤. كانت بداية دخوله العمل السياسي بتاريخ 11 رجب 1373هـ الموافق 16 مارس 1954 عندما عين أميراً لمنطقة الرياض بالنيابة عن أخيه الأمير نايف بن عبدالعزيز، وبتاريخ 25 شعبان 1374هـ الموافق 18 أبريل 1955 عين أميراً لمنطقة الرياض، وظل في إمارة منطقة الرياض إلى 7 رجب 1380هـ الموافق 25 ديسمبر 1960. وبتاريخ 10 رمضان 1382هـ الموافق 4 فبراير 1963 أصدر الملك سعود بن عبدالعزيز مرسوماً ملكياً بتعيينه أميراً لمنطقة الرياض مرة أخرى. وبعد وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وبتاريخ 9 ذي الحجة 1432هـ الموافق 5 نوفمبر2011 أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمراً ملكياً بتعيينه وزيراً للدفاع. وبعد وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وبتاريخ 18 يونيو 2012 أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمراً ملكياً باختياره ولياً للعهد وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع. ولد خادم الحرمين في مدينة الرياض في 5/10/1354هـ الموافق 31/12/1935، وتلقى تعليمه المبكر في مدرسة الأمراء بالرياض التي أنشأها الملك عبدالعزيز رحمه الله عام 1356هـ لتعليم أبنائه، حيث درس فيها العلوم الدينية وعلوم الحديثة، وختم القرآن الكريم كاملاً، واحتفل بذلك في يوم الأحد 12/8/1364هـ. وكان يدير هذه المدرسة الشيخ عبدالله خياط رحمه الله خطيب وإمام المسجد الحرام. أدوار متعددة لعبها الملك سلمان منذ شبابه، حيث لازم ملوك السعودية، وكان بمثابة المستشار الشخصي وأميناً للعائلة. وكثير من الألقاب تلتف حول سلمان بن عبدالعزيز، فالبعض يصفه بأمين سر العائلة، وآخرون بالمستشار الشخصي لملوك السعودية. ولم يقتصر دوره السياسي يوما على إمارة الرياض، حيث كان وجوده في العاصمة وقربه من الديوان الملكي ممزوجا بمعرفته السياسية، سببا ليكون مكتبه وقفة رئيسة في جدول الزعماء زوار المملكة . وكان وجوده رئيسا في المفاوضات مع قادة العالم الذين يزورون العاصمة السعودية، وعضوا كذلك في الوفود الملكية التي تجول العالم، قبل أن يقوم هو بنفسه بتمثيل بلاده لدى الخليج والعرب والعالم. ومنذ عهد الملك سعود، كان الأمير الشاب مجاورا له في المحافل، وكان شاهدا على مقتل أخيه فيصل، وحاضرا خلف أخيه خالد في مبايعته، مرورا بالملك فهد والملك عبدالله، قبل أن يرافق أخويه سلطان ونايف في رحلتهما العلاجية. رجل الملفات الصعبة سلمان بن عبدالعزيز، عرف بدور سياسي خارجي، برز مبدئيا أثناء الانقلاب في قطر ومحاولات السعودية لتهدئة الوضع، وتضاعف دوره في أزمة الخليج، حيث كان مبعوثا خاصا للملك فهد في كثير من المهمات الخاصة إلى الكويت والإمارات. والتصقت بسلمان كثير من الألقاب غير الرسمية، لأن دوره في بناء الدولة لم يقتصر يوما على منصبه الرسمي، وتعداه ليكون أحد الأعمدة الرئيسة للحكم في الدولة السعودية الثالثة.
مشاركة :