"وبشّّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا اليه راجعون". رحم الله الملك عبدالله وأسكنه فسيح جناته، فقدت الأمة العربية والاسلامية والعالم بأسره ملكًا فذًا حكيمًا، ملكًا كريمًا وأبًا رحيما، أحبّ شعبه وأحبّه شعبه، ومنذ مبايعته اتخذ الإصلاح طريقًا من أجل التقدم، وبناء مستقبل أفضل للبلاد، وانعكست رؤيته -رحمه الله- في التطور الكبير الذي شهدته المملكة العربية السعودية في عهده الزاهر من خلال إسهاماتها العالمية البارزة التي تتناسب مع رسالتها في المحافل العربية والإقليمية والدولية؛ سياسيًا واقتصاديًا، الأمر الذي جعلها رقمًا في السياسة الدولية، وجعلها دولة تُمثِّل الاعتدال والحكمة والاتزان وبُعد النظر، وما قام به -يرحمه الله- على الصعيد المحلي من إنجازات ستُسطَّر بحروفٍ من ذهب في سجلّه الحافل بالإنجازات، التي لا يمكن أن تُذكَر كلها في مقالٍ واحد، ولكن سنذكر بعضها، ومنها: زيادة رواتب جميع فئات العاملين في الدولة، رفع رأسمال صندوق التنمية العقارية بمبلغ اضافي قدره 900 مليون ريال، رفع رأس مال بنك التسليف 3 آلاف مليون ريال، رفع صندوق التنمية الصناعية بمبلغ 3 آلاف مليون ريال، ولم يترك شأنًا من الشؤون التي تخصّ المواطن إلاّ وطرقه، كارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة الذي تفشَّى في معظم أنحاء المملكة، حيث أصدر أوامره -يرحمه الله- بتحمُّل الدولة لمدة 3 سنوات نسبة 50% من رسوم الموانئ ورسوم جواز السفر ورخص السير ونقل الملكية وتجديد رخص الإقامة للعمالة المنزلية، وإضافة بدل المعيشة إلى رواتب موظفي ومستخدمي الدولة، وزيادة مخصصات الضمان الاجتماعي بنسبة 10%، تخفيض أسعار البنزين.. والموافقة على انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية، وكذلك الإعلان عن مشروعات اقتصادية ضخمة منها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد، ومدينة المعرفة، ومدينة جازان الاقتصادية، كما أمر -يرحمه الله- بتأسيس جامعات جديدة في معظم مدن المملكة في المدينة، وتبوك، وحائل، وجازان، والطائف، والقصيم، والجوف، والباحة، وعرعر، والتوسع في برامج الابتعاث للخارج، وزيادة رواتب الطلبة المبتعثين، كما أمر -يرحمه الله- بإنشاء مركز تقنية النانو بتكلفة 35 مليون ريال، وافتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وجامعة نورة، كما شملت إنجازاته يرحمه الله توسعة الحرمين الشريفين بأعمال توسعة لم يسبق لها مثيل، والقيام بتوسعات كبيرة للمشاعر المقدسة في منى ومزدلفة وعرفات، وإنشاء مشروعات عديدة لتسهيل شعيرة الحج، مثل جسر الجمرات، وقطار الحرمين الشريفين السريع للربط بين المدينتين المقدستين مكة والمدينة، ناهيك عن إصدار مرسوم لإنشاء مدينة للطاقة الذرية والمتجددة، وذلك لتوفير مصادر بديلة لتوليد الطاقة، ومن إنجازاته -رحمه الله- مشروع الملك عبدالله لسقيا زمزم بكدي، وإنشاء مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للأعمال الخيرية والإنسانية، وإصداره أمرًا يقضي بحصر الفتوى على هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث والفتوى، كما دعا في المحافل الدولية لمكافحة الإرهاب ونبذ العنف، والحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وكذلك أصدر أوامره بدعم المركز الدولي لمكافحة الإرهاب بمبلغ 100 مليون دولار، كما مُنحت المرأة في عهده حقّها الشرعي في العمل والبحث عن مصادر الرزق وفق الأحكام والضوابط الشرعية، وأيضًا أمر -يرحمه الله- بإنشاء وزارة للإسكان، واعتماد مبلغ 250 مليارًا لإنشاء 500 ألف وحدة سكنية، كما أمر بتطوير أنظمة القضاء، لتتمكن من مواءمة التطور والتنمية، وكذلك مشروع تطوير التعليم، وأمره بتأسيس مشروع النقل العام، مترو الرياض وجدة ومكة المكرمة وإنجازات أخرى كثيرة لا تتسع مساحة المقال لذكرها. رحمك الله يا عبدالله بن عبدالعزيز وأسكنك فسيح جناته.. ستظل أعمالك الانسانية والتنموية يا ملك الانسانية قفزات تنموية شاهدة على رؤيتك الثاقبة، وستكون شاهدة على أنك صانع المستقبل وقائد التطوير، لقد أحببت شعبك وأحبك، واليوم شعبك يبكي على فراقك، ولا شيء لديه إلا الدعاء بأن يرحمك الله ويسكنك فسيح جناته، مع النبيين والصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقًا. Hussain1373@hotmail.com
مشاركة :