يوم حزين.. | عبد العزيز حسين الصويغ

  • 1/24/2015
  • 00:00
  • 40
  • 0
  • 0
news-picture

دعوني أبدأ بالترحم على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأدعو له بالمغفرة والعفو من الله تعالى، وأن يكرم وفادته ونزله ويوسع مدخله ويبدّله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله. هذا كل ما نملكه أمام ما قدمه لوطنه، ولا نقول إلا ما تعلمناه من سيدنا وحبيبنا ورسولنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم في دعائه لربه عندما وافى الأجل ابنه إبراهيم، "إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربَّنا وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون". *** وعبدالله بن عبدالعزيز - يرحمه الله - كان ملكاً أحب شعبه ... فأحبوه. وقد سأل شعبه الدعاء له عندما خاطبهم بقلب مفتوح، كما كان دائبه في أحاديثه لـ"أشقائه" المواطنين، حين خاطبهم قائلاً: "يعلم الله انكم في قلبي أحملكم وأستمد قوتي من الله ثم منكم فلا تنسوني من دعواتكم". وليس أمامنا أمام هذا المُصاب الأليم إلا الصبر، والدعاء لمليكنا رحمه الله، قال تعالى: }وَبَشّرِ الصّابِرينَ الّذِينَ إذَآ أصَابَتهُم مُصِيَبَةٌ قَالُوا إنّا للهِ وَإنّآ إلَيهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتُ مِن رّبِهِم وَرَحمَةٌ وَأولئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ{. [البقرة:155-157]. *** ومن منا نحن السعوديين ينسى تلك الصورة التي رأينا فيها الملك يدخل منحنياً دار أحد الفقراء وأصحاب الحاجة متفقداً أحوال شعبه بنفسه، فقد دخلت الصورة بيت كل مواطن سعودي، وقبلها دخل هذا الحدب الكبير من الملك الإنسان قلوب الناس فاستحق بهذا الفعل، وبأفعال توالت مع شعبه وغيرهم، لقب "ملك الإنسانية" الذي أطلقه العامة عليه فكان عن استحقاق. فقد كان إنساناً نبيلاً صادقاً مع نفسه ومع الناس، وفارساً حقيقياً لا يدعي ولا يتصنع. حتى أصبح هو صوت الناس، فحين يرفع الناس الصوت بمطالبهم كان يرد أن مطالبكم هي مطالبي، وكان عينهم يتابع وينقل ما يرى لوزرائه محمِّلهم الأمانة، حين خاطبهم قائلاً "من ذمتي إلى ذمتكم"، وكان يدهم التي تضرب الفساد والمُفسدين. *** ويمكن اعتبار الحوار الذي نادى به – رحمه الله – وأسس له مركزاً متخصصاً، إحدى أدوات التغيير الرئيسية التي اعتمدها الملك عبدالله في سياسته الإصلاحية. وهو القناة التي يتم – من خلالها – تهيئة المجتمع من أجل تقبل أفكار الإصلاح بما تحمله من تحد لبعض العادات والتقاليد الموروثة التي تقف عقبة في طريق الإصلاح والتنمية. كما امتدت دعوة الإصلاح أيضاً نحو العالم الخارجي بدعوته – رحمه الله – إلى حوار الأديان والثقافات مغلباً لغة الحب والسلام على لغة الكُره والضغينة مظهراً الوجه النقي للإسلام. فقد كان يؤمن بأهمية الحوار في بناء وتقوية الجسور بين الديانات والحضارات المختلفة. *** رحم الله الملك عبدالله رحمة واسعة، وجعل في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الخير والتوفيق ليستمر في مسيرة الإصلاح التي بدأها الملك الراحل، ونسأل الله سبحانه أن يوفقه وولي عهده الأميرمقرن بن عبدالعزيز ليقودا الوطن إلى المزيد من التماسك والقوة والأمن. وفي الوقت الذي أعزي فيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والأسرة الحاكمة والشعب السعودي قاطبة.. أرجو أن يستمر طريق الإصلاح الذي بدأه الملك عبدالله بوتيرة متسارعة تحقق أمل الناس في مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم. وأن تعكس خطوات الإصلاح في بلادي حقائق على الأرض يشعر بها الناس ويعيشونها. * نافذة صغيرة: (أيها الشعب الكريم: كم أنا فخور بكم .. والمفردات والمعاني تعجز عن وصفكم.. أقول ذلك ليشهد التاريخ.. وتكتب الأقلام.. وتحفظ الذاكرة الوطنية بأنكم بعد الله صمام الأمان لوحدة هذا الوطن).. عبدالله بن عبدالعزيز nafezah@yahoo.com

مشاركة :