الأمة كلها تبكيك يا عبدالله بن عبدالعزيز - عبدالوهاب بن حسن القحطاني

  • 1/24/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

مع رحيلك دمعت القلوب قبل المآقي يا ملكنا الصالح.. عبدالله بن عبدالعزيز، وطفحت العيون بدمعها الغزير على فقدك يا.. حبيب الشعب ومليكهم. أحببتنا.. فكيف لا نحبك..؟.. أعليت من شأننا.. فكيف لا نحبك..؟.. آزرتنا.. علمتنا الحب، والولاء، والإخلاص، والحوار، والتقارب.. فكيف لا نحبك.. وأنت قائدنا وملهمنا طيلة أعوام تسع. وعدت فأوفيت، وعملت بلا كلل أو ملل من أجل شعبك وإسعاده.. فكيف.. لا نحبك..؟.. كنت مع الأرامل والفقراء والمعوقين، أوفدت المئات من الآلاف من طلابنا وطالباتنا للابتعاث.. فكيف لا نحبك..؟ أنجزت يا مليكنا الغالي، مشروعات كبرى لعشرات الملايين من الحجاج والمعتمرين في الحرمين الشريفين، المشاعر المقدسة، فكيف.. لا نحبك؟.. لقد قضيت طوال بيعتك العامرة، تعمر، وتجدد وتطور وتوسع وتبذل من خير هذه البلاد لوطنك ومواطنيك. أصدرت عشرات المئات من القرارات والمراسيم التي تصبُّ كلها في مصلحة (أمتك) السعودية والعربية والإسلامية. كيف لا نحبك.. وأنت من عَمِل آناء الليل وطوال النهار من أجل إسعاد شعبك. لطالما أقسمت أنك مع المواطن مسانداً ونصيراً، لطالما أبرأت ذمتك أمام وزراءك ومسؤوليك.. توصيهم: (من ذمتي لذمتكم) أن يُراعوا حق المواطن ومسؤولية الوطن، وأن يفتحوا لكل فرد منا أبوابهم ويذللوا له كل ما تعسر. كيف لا نحبك..؟ يا من أسست لمشروعات عظمى عملاقة يصعب حصرها في -هكذا مقال- سيخلدها التاريخ لك.. بمداد من حب ونور. لقد شملت بأياديك البيضاء، وآراؤك الصائبة وأفكارك السديدة دول العالم كلها من خليجها وعربها ومسلميها، من شرقها إلى غربها بالحوار، والتسامح والنوايا الحميدة.. فآزرت ، وصبرت، ووطدت، وساندت، وسامحت، وعفوت، وأكرمت كل من كان بينهم خلاف، وعضّدت بكلماتك العذبة التي لطالما احببناها تصدر من فؤادك الطاهر المخلص. كنت مع، وفي كل عمل خيّر فيه مصلحة الموطن والمواطن والأمة العربية الإسلامية جمعاء، فما عرفوك إلا للحق والحقوق ناصراً، وللشرعية مدافعاً. نعم، أحببناك شعباً, وأمة.. يا عبدالله بن عبدالعزيز.. إن عزاءنا في فقدك يا أبا متعب، سيظل نذكره مع كل شمس شارقة، ومع كل نجمة ساهرة.. فأنت قد أسرت القلوب بصفائك ونقاء سريرتك، وطيبتك التي يعلمها القاصي قبل الداني.. لأنك البسيط في جوهره.. الواضح مآله ومأربه.. فلا شيء لديك البتة تخفيه عن شعبك ومواطنيك.. إلا أنك تحبهم. رحمك الله.. يا أبا متعب، وخالص العزاء وصادق المواساة لإخوانك البررة (وحّد الله) شملهم، وجمعنا وإياهم على الخير والحب والسلام لمملكتنا الغالية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك الأمين من بعدك على هذا الكيان سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، سدده الله ووفقه، وأن يحفظ لنا وطننا وشعبنا السعودي من غدر الغادرين والمتربصين بأمنها واستقرارها. رحمك الله يا أبا متعب.. رحمة واسعة، وأسكنك فسيح جنانه، وعزاؤنا لأبنائه وبناته، ومحبيه في أصقاع الأرض في أننا لن ننساك أبداً.. رحمك الله يا أبا متعب.. رحمة واسعة، وإلى فسيح جناته بحول الله وقوته.

مشاركة :