ستة عشر شخصا على الأقل لقوا حتفهم اليوم في قصف مجهول المصدر بقاذفات صواريخ غْرَادْ على حي سكني وسوق وحواجز أمن في مدينة ماريوبول في شرق أوكرانيا، كما أصيب ما لا يقل عن ثلاثة وثمانين شخصا بجروح حسب وزارة الداخلية في كْييف. ماريوبول، المدينة الصناعية والمرفأ الإستراتيجي المطل على بحر آزوف، بسكانها الخمسمائة ألف لم يسبق لها أن تعرضت لمثل هذه الهجمات منذ اندلاع النزاع في أوكراينا بين الحكومة والانفصاليين قبل تسعة أشهر. في حال وقوعها بأيدي الانفصاليين، ماريوبول توفر معبرا بريا من روسيا إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو قبل أشهر بمقتضى استفتاء مثير للجدل وغير مُعترَف به من طرف المجموعة الدولية. الحكومة الأوكرانية تتهم الانفصاليين في شرق البلاد بتنفيذ هذه الهجمات وتربطها بدخولٍ مزعوم لحوالي تسعة آلاف جندي روسي إلى البلاد خلال اليومين الأخيريْن، فيما ينفي الانفصاليون أية علاقة لهم بهذه الاعتداءات. هذه الأحداث الدامية المفاجئة في ماريوبول قد تكون نقلة نوعية على مستوى الصراع العسكري في شرق أوكرانيا يطرأ في أعقاب انسحاب القوات النظامية من مطار دونيتسك بعد أشهر من معارك ضارية مع الانفصاليين حولت المطار إلى أنقاض. وقد تكون هذه الهجمات إعلانَ فتح جبهة قتال جديدة في هذه المنطقة القريبة من الحدود الروسية بين الانفصاليين والقوات التابعة للحكومة الأوكرانية.