أوجع رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز قلوب المصريين قاطبة كبارهم وصغارهم، إذ شارك الشارع المصري نظيره السعودي الحزن والمواساة، بما يمثله من خسارة للأمة العربية والإسلامية، لما قدّمه من عطاء طوال فترة حكمه، أمّا المواطنون المصريون فقد أكدوا أن الملك عبدالله -رحمه الله- رجل قلما يجود الزمان بمثله ولن يُعوض، تاركين انطباعات حب ومودة وإعزاز وتقدير للرجل الذي يعتبرونه حكيم العرب بحق. في البداية يقول، الحاج سمير إبراهيم (63 عامًا)، إن وفاة الملك عبدالله، خسارة للعرب كلهم، فقد كان رجلا عزيزا، وكلنا كمصريين نحبه، خصوصًا أنني عايشت فترة الملك فيصل، والملك عبدالله قد سار على نهجه، فكان خيره علينا سابق، يكفي أن معظم المصريين بالخارج يعملون بالمملكة، والخير الذي عمله لم ينقطع حتى بعد وفاته، ونحن نراه لا يقل شعبية عن شعبية الرئيس السادات وعبدالناصر، ونتمنى أن يسير الحاكم الذي سيخلفه على نفس نهجه تجاه مصر والعرب. أمّا محمد عبدالرحمن يعمل موظفا بجامعة القاهرة، يؤكد أن الملك عبدالله من أنبل وأخلص ملوك العرب، فقد قضى عمره كله في الدفاع عن العروبة والوطنية والإسلام والحفاظ على مبادئ وتعاليم الملك فيصل، والأمة لن تنسى دوره الإنساني في نبذ العنف، وستظل ذكراه خالدة إلى يوم الدين بما قدمه لخدمة الأمة، خاصة في الحفاظ على الهوية، ومواقفه تجاه الإسلام الوسطي الصحيح. ويضيف «عبدالرحمن» أن سيرة الملك عبدالله عاطرة طيبة، فأصدقاؤه الذين يعملون بالمملكة، دائمو الحديث عن كرم الرجل، وتقديره للمصريين هناك، مُختتمًا حديثه: اللهم ارزق الدولة العربية برؤساء مثل الملك عبدالله. في سياق متصل يؤكد سامح رأفت، باحث إعلامي إن لرحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز أثر كبير في نفوسنا جميعا لما له من باع طويل في خدمة القضايا العربية والإسلامية والدفاع عن الإسلام. «ونحن كمصريين لن ننسى مواقفه رحمه الله تجاه ثورة 30 يونيو فكانت المملكة أول من اعترفت بها وأيدتها وقدمت لها الدعم السياسي داخليا وخارجيا، وندعو الله عز وجل أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته وأن تبقى المملكة على عهدها في خدمة الإسلام والمسلمين وأن تنعم بالاستقرار وأن يرزق الملك سلمان التوفيق والسداد»، هكذا أكد رأفت. محمد الشرباني المعيد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة بني سويف، يقول ناعيًا وفاة الملك عبدالله: «يرحمه الله، رغم أنه كان ثريا، إلا أنه كان متواضعا إلى أقصى الحدود، والشواهد كلها تؤكد ذلك، ويكفي أن نُشير إلى لقائه بالرئيس عبدالفتاح السيسي، في مطار القاهرة، والذي أظهر التواضع الجم الذي يميزه، هذا إلى جانب ما قدّمه إلى الشعب المصري في الفترة العصيبة الفائتة، ومساعدته لنا على النهوض من كبوتنا التي لحقت بنا جراء حكم جماعة الإخوان، ناهينا عن توجيهاته ودعمه لترميم الجامع الأزهر، كل ما نتمناه الآن أن يسير خليفته على دعمه». فيما يقول هشام كامل (29 عامًا)، يعمل مدرسًا بالتربية والتعليم، إن التاريخ والشعب المصري لن ينسى أبدًا الملك عبدالله ومواقفه، ومساندته لمصر لكي تتصدى للإرهاب عقب ثورة 30 يونيو، ويكفي الملك عبدالله فخرًا رحمه الله، الشعار الذي كان يرفعه ويطبقه دائمًا ألا وهو أن كل من يتدخل في شؤون مصر كأنما يتدخل في الشؤون السعودية. وساعد الملك الراحل مصر اقتصاديًا في فترة حرجة جدًا، إذ أكد أمام العالم أجمع أن ما حدث في 30 يونيو كان ثورة قامت بها إرادة شعبية جارفة، وبدأ يجلس مع الأشقاء العرب لكي يصحح لهم الصورة، وتلا ذلك ترجمة حقيقية بالمساعدات المالية والتي وصلت إلى 7 مليار دولار، ساعدت على إنعاش الاقتصاد المصري الفترة الماضية، وحل مشاكل الوقود والغاز. ويختتم «كامل» بالقول: إن حكيم العرب لم يستحق اللقب عنه فراغا، فهو رجل قلما يجود الزمان بمثله، ولن يُعوض أبدًا، فهو من القلائل الذين سخرهم الله لخدمة الوطن العربي كله.
مشاركة :