الجيش اللبناني يمسك بالوضع في جرود رأس بعلبك

  • 1/25/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

استعاد الجيش اللبناني أمس زمام الأمور حول نقطة المراقبة المتقدمة له في جرود رأس بعلبك بعد صده الهجوم الذي نفذته مجموعات مسلحة سورية ومن جنسيات أخرى على هذه النقطة العسكرية فجر أول من أمس واستمرت المعارك حتى المساء، مكبداً هذه المجموعات خسائر بشرية كبيرة، في وقت بلغ عدد خسائر الجيش 8 شهداء بينهم ضابط وثلاثة مجندين و15 جريحاً معظمهم اصاباتهم طفيفة. وكانت قوى الجيش استعادت جثامين 3 شهداء صباح أمس، بعدما كانت فقدت الاتصال بهم خلال المعارك. وأكدت مصادر عسكرية لـ»الحياة» ان كل الذين استشهدوا سقطوا خلال المعارك ولم يتعرض أي منهم الى تصفية مباشرة من قبل المسلحين. وأكدت قيــادة الجيش - مديرية التوجيه ان «وحدات الجيش واصـــلت تعزيز انتشــــارها واجراءاتها في مناطق جرود رأس بعلبك، ومطاردتها من تبقى من الارهابيين الذين فروا في اتجاه أعالي الجرود، كما واصــلت هذه الوحدات قصف مسالك انسحابهم وآلياتهم وتحصيناتهم الخلفية بالأسلحة الثقيلة المناسبة، موقعة في صفوفهم أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى». وأعاد الجيش انتشاره في التلال المحيطة بتلة الحمراء وهي التلة التي يتمركز عليها الجنود للقيام بمهمات المراقبة للجرود اللبنانية المتداخلة مع الجرود السورية. وأوضحت المصادر العسكرية لـ»الحياة» ان التلة تبلغ مساحتها نحو كيلومترين مربعين وكانت العتمة خيمت على المنطقة مساء أول من أمس، ما أدى الى تأجيل البحث عن الجنود الذين اعتبروا في عداد المفقودين حتى الصباح، وتم العثور على جثامين الشهداء وجرى نقلهم بحسب العرف المتبع في قيادة الجيش الى المستشفى العسكري في بيروت لتسليمهم الى أهاليهم. وكانت مشاهد لساحة المعركة نشرت في الاعلام تظهر قتلى المجموعات المسلحة بين الصخور مضرجة بالدماء. وعلمت «الحياة» من مصدر سوري من النازحين الى عرسال ان من بين القتلى السوري غياث جمعة المعروف بـ»ابو الوليد» وهو من القصير وبرتبة ملازم اول في «الجيش الحر»، وكانت عائلته نزحت الى عرسال مع موجة النزوح من القصير بعد سقوطها. ولديه شقيقات إحداهن صيدلانية وواحدة متأهلة من عرسالي. وقال أحد معارف العائلة من القصير انه انضم الى «الجيش الحر» وهو قائد «كتيبة الوليد». ومن القتلى ايضاً، كما علمت «الحياة»، «أبوعبد الله الاحوازي» وهو من المهاجرين، أي من جنسية عربية غير سورية. ورجحت مصادر عسكرية لبنانية ان يكون من تنظيم «داعش». وتحدث المصدر السوري عن قتيلين سورين آخرين سقطا في معركة تلة الحمراء أحدهما من بلدة جريجير ولم يعرف اسمه. الشهداء وتشييعهم ونعت قيادة الجيش العسكريين الثلاثة وهم: الجندي الشهيد أحمد يحيا دني (مواليد 1988 سعدنايل - قضاء زحلة)، الجندي الشهيد حسن علي وهبة (مواليد 1991 لبعا - قضاء بعلبك) والمجند الشهيد مجتبى عماد أمهز (مواليد 1993 مقنة - قضاء بعلبك). وكانت قيادة الجيش نعت ليل أول من أمس خمسة شهداء سقطوا في المعارك ونقلت جثامينهم الى بيروت ليلاً وهم: الملازم الأول الشهيد أحمد محمود طبيخ مواليد (1987 دورس – قضاء بعلبك)، الرقيب الشهيد محمد نيازي ناصر الدين (مواليد 1983 الكواخ – قضاء الهرمل)، الجندي الشهيد بلال خضر أحمد (مواليد 1986 شان – قضاء عكار)، المجند الشهيد محمد علي علاء الدين (مواليد 1995 جديدة مرجعيون)، والمجند الشهيد حسن رمضان ديب (مواليد 1992 تكريت – عكار). وجرى أمس، تشييع المجند علاء الدين الذي نقل جثمانه الى بلدة مجدل سلم ليوارى الثرى في مأتم مؤثر. ورافقت تشييع الشهيد المغوار الملازم أول أحمد محمود طبيخ مراسم وداعية في حضور ممثل قائد الجيش العميد صالح قيس وضباط وعسكريين، وعزف للشهيد نشيد الموت وأدت ثلة من رفاقه التحية وحمل جثمانه على الاكف. وتقدم الموكب حملة الاكاليل وصولاً الى منزل ذويه في بلدة دورس. وشيعت منطقة الهرمل جثمان الرقيب نصر الدين، في حضور العقيد الركن عبدالرحمن عثمان ممثلا نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، النائب نوار الساحلي، ضباط من الاجهزة الامنية والعسكرية، وفاعليات وحشد من أهالي المنطقة. وألقى عثمان كلمة أبّن فيها الفقيد ناقلاً التعازي لعائلته وللمنطقة، مؤكداً ان «الجيش أعلن الحرب المفتوحة على الارهاب، سلاحه اللحمة الوطنية ووقوف الشعب اللبناني صفاً واحداً خلفه». ثم قلّد الشهيد الاوسمة وتقبل الى جانب ذويه التعازي. وشيعت محافظة عكار وبلدة شان بمأتم مهيب، وبمشاركة رسمية وشعبية حاشدة، الجندي خضر أحمد، ووصل موكب الجنازة الى منطقة العبدة وقد لف النعش بالعلم اللبناني، وترجل موكبه على امتداد الطريق المؤدية الى بلدته شان، مروراً ببرج العرب ومفرق برقايل وذوق الحصنية وبقرزلا التي حمل اهلها النعش وطافوا به في ساحة البلدة، وسط نثر الورود والرز ومنها الى بلدة عين الذهب. وعند مدخل بلدة شان التي احتشد ابناؤها الى جانب عائلة الشهيد وعروسه وولده الوحيد، ارتفعت الزغاريد وصرخات التأييد والتضامن مع الجيش وصولاً الى دارة العائلة، وصلي على جثمانه في مسجد البلدة. ثم اقيمت مراسم التأبين الرسمية، في حضور النائب نضال طعمة ممثلاً الرئيس سعد الحريري والعقيد توفيق يزبك ممثلاً وزير الدفاع وقائد الجيش وسامر حدارة ممثلاً الامين العام لـ»تيار المستقبل» ورؤساء اتحادات بلدية ورؤساء بلديات ومخاتير وحشد كبير من المشيعين. وأكد العقيد يزبك في كلمة رثاء ان «المعركة مع الارهاب متواصلة حتى الانتصار الكامل»، وقال ان دماء الشهداء «لن تذهب هدراً وهي أمانة في أعناق الجميع». وشيّع المجند ديب من المستشفى العسكري المركزي الى محلة جبل محسن في طرابلس حيث استقبلته العائلة المفجوعة واقيمت له جنازة مؤثرة. انفجار عرسال وكان انفجار دوى ليل أول من أمس في بلدة عرسال وتبين انه وقع في مكتب تديره «جبهة النصرة» لتلقي شكاوى النازحين السوريين. واوضح مصدر سوري على علاقة بشؤون النازحين ان المكتب عادة مقفل ليلاً ورجح ان يكون الانفجار ناجماً عن قنبلة. وكان يدير المكتب في وقت سابق السوري «ابو حسين» وهو موقوف لدى الجيش اللبناني الى جانب سوري آخر يهتم بالشأن الاغاثي. وكان الشخصان اوقفا مع عضو «هيئة العلماء المسلمين» الشيخ حسام الغالي على حاجز للجيش حين كان يجري محاولات للتواصل مع خاطفي العسكريين اللبنانيين قبل أشهر.

مشاركة :