واشنطن: محمد علي صالح في حين نفى البيت الأبيض أن التطورات الأخيرة في اليمن أوقفت، أو عرقلت، الحرب الأميركية ضد منظمة القاعدة في الجزيرة العربية، التي تعتمد كثيرا على عمليات طائرات «درون» (من دون طيار)، قالت مصادر عسكرية إن بعض العمليات أوقفت فعلا. وقال أليستر باسكي المتحدث باسم البيت الأبيض: «لم يجبر عدم الاستقرار السياسي في اليمن على تجميد عمليات مكافحة الإرهاب. وطبعا، علينا أن نواصل التعاون مع قوات الأمن اليمنية في هذا الجهد». وعندما سئل، في مؤتمره الصحافي اليومي عن فعالية قوات الأمن في اليمن بعدما حدث هناك على أيدي قوات الحوثيين، قال: «صعب بالنسبة لي تقييم الوضع المتغير كثيرا جدا على الأرض». وأضاف بأن طائرات «درون»، التي تديرها وكالة الاستخبارات المركزية، وقيادة العمليات الخاصة الأميركية المشتركة، لا تزال تنتشر في المنطقة، خاصة في جنوب اليمن، حيث يوجد مقر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. لكن، قال مسؤولون أميركيون إن الأجهزة الأمنية اليمنية، التي قدمت كثيرا من المعلومات الاستخبارية التي ساعدت الحملة الجوية الأميركية، صارت تسيطر عليها حاليا قوات الحوثيين. لكن، قبل ذلك، كانت هذه الأجهزة تشترك مع الأميركيين في عمليات عسكرية أرضية. وكانت تتدرب على أيدي قوات أميركية. ومرات كثيرة، نقلتهم طائرات أميركية إلى مناطق القتال. وأمس، قال مسؤول: «في الواقع، صارت الأجهزة التي كنا نعمل معها تحت نفوذ الحوثيين. لم تعد لدينا القدرة على العمل معهم». في الوقت نفسه، نقلت مصادر إخبارية أميركية إن واحدا من أسباب عدم إغلاق السفارة الأميركية في صنعاء أنها تجري اتصالات، عن طريق مسؤولين في حكومة اليمن، مع قادة حوثيين. وكانت الخارجية الأميركية نفت ذلك أكثر من مرة. وأيضا، نفاه المتحدث باسم البيت الأبيض في مؤتمره الصحافي أول من أمس (الجمعة). وكانت وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) بدأت استخدام طائرات «درون» في اليمن والصومال وباكستان في عهد الرئيس جورج بوش الابن. لكن، تطور الاستخدام كثيرا في عهد الرئيس باراك أوباما، بداية من صيف عام 2008. وتتعامل «سي آي إيه» مع هذه العمليات في سرية شديدة، ولكنها بدأت تكشف معلومات عن البرنامج مع تزايد الانتقادات لتسببها بمقتل مدنيين. وأعلنت أن الطائرات استطاعت قتل عدد من قيادات القاعدة مثل أبو اليزيد المصري، وأبو الليث الليبي، وعطية عبد الرحمن الليبي، وأنور العولقي. وكان الرئيس أوباما وصف عمليات «درون» في اليمن بأنها «نموذج لكيف يجب على الولايات المتحدة محاربة الجماعات الإرهابية».
مشاركة :