المدينة المنورة: حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالله البعيجان - في خطبة الجمعة - من الإرجافات والإشاعات والبلابل التي يضرمها الحاسدون ويشيعها الحاقدون على هذه البلاد المباركة، مشددا على أنها فتن وحرب ضروس يشنها أعداء ديننا المتربصين بأمتنا، مؤكدا أن المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي وقبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، اختارها الله منطلقا لدينه ومنبرا للدعوة إليه ومهوى للموحدين فانتشر منها شعاع الإسلام وأرست مبادئ الوسطية والسلام والعلم والإيمان، وضمت ضمة الأم وبكل حنان كل من وفد إليها من المسلمين. وقال: إن الاستطالة على الحرمات وتتبع العورات من أعظم المصائب والابتلاءات ومن أشد الفتن وأكبر المنكرات، ومن نتائجه ضعف الإيمان في النفوس، قال صلى الله عليه وسلم: " يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من يتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته "، فصونوا أعراضكم، واحفظوا ألسنتكم. وأضاف: إن للمسلم حرمة عظيمة قد حماها الشرع وصانها , وتوعد من تعدى عليها , فلا ينبغي للمسلم أن يتطاول عليها، ولا أن يسعى في هتكها، نظر عبدالله بن عمر رضي الله عنهما يوما إلى الكعبة فقال: " ما أعظمك واعظم حرمتك، وللمؤمن أعظم حرمة عند الله منك ". وتابع: إن اجتناب المحرمات والمحظورات مقدم على فعل الطاعات والحسنات والأعمال الصالحات، وإن المفلس هو الذي يكد ويعمل ويجمع ولكنه سفيه يبذر ما جمع، قال صلى الله عليه وسلم: " أتدرون ما الملفلس، قالوا: المفلس فينا من لادرهم له ولا متاع، فقال: إنَّ المُفلسَ من أُمَّتي مَن يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ، وزكاةٍ، ويأتي وقد شتَم هذا، وقذَفَ هذا، وأكلَ مالَ هذا، وسفكَ دمَ هذا، وضربَ هذا، فيُعْطَى هذا من حَسناتِه، وهذا من حسناتِه، فإن فَنِيَتْ حَسناتُه قبلَ أن يُقضَى ما عليهِ، أُخِذَ من خطاياهم، فطُرِحَتْ عليهِ، ثمَّ طُرِحَ في النَّارِ ".
مشاركة :