يخلد الشعب المغربي هذا الأسبوع، من طنجة إلى لكويرة، الذكرى الـ63 لعودة الملك الراحل محمد الخامس، ورفيقه في الكفاح والمنفى، الملك الحسن الثاني، من المنفى إلى التراب المغربي، وإعلان انتهاء عهد الحجر والحماية وبزوغ فجر الحرية والاستقلال، وتجسيد الانتقال من معركة الجهاد الأصغر إلى معركة الجهاد الأكبر، وانتصار ثورة الملك والشعب، التي جسدت ملحمة بطولية عظيمة في مسيرة الكفاح الوطني الذي خاضه الشعب المغربي، وذلك في الفترة من من 16 إلى 18 نوفمبر الجاري.وفي بيان للسفارة المغربية بالقاهرة بهذه المناسبة- ورد للموقع نسخة منه- قال: إن "التاريخ سيظل يذكر أنه وأمام التلاحم النموذجي بين السلطان محمد بن يوسف، طيب الله ثراه، والشعب المغربي، الذي كانت أروع صوره مساندة للمطالبة بالاستقلال وتعاونه مع الحركة الوطنية، وخطابه التاريخي بطنجة سنة 1948، تحركت قوات الاحتلال ضد السلطان ونفيه مع العائلة الملكية إلى كورسيكا الفرنسية سنة 1953، ومنها إلى مدغشقر سنة 1954".وتابع البيان أنه "قد شكلت العودة الشرعية للمغفور له محمد الخامس إلى أرض الوطن، يوم 16 نوفمبر 1955، نبراسا منيرا للكفاح الوطني الذي تعددت صوره وتلاحقت أطواره في مواجهة الوجود الاستعماري منذ 1912، إذ شكلت أروع صور الوطنية الصادقة، التي بذل من أجلها الملك والشعب سويا الغالي والنفيس في سبيل عزة الوطن وكرامته والدفاع عن ثوابته ومقدساته".وأضاف البيان أن ذكرى عيد الاستقلال، لما لها من رمزية كبيرة ودلالات عميقة، تشكل انتصارا حقيقيا لإرادة ملكٍ وشعبٍ، يجمعهما على الدوام حب الوطن من أجل نيل الحرية والاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية، وإيذانا بفتح صفحة جديدة من البناء والتشييد والنماء.ويستحضر المغاربة كل عام السياق التاريخي لهذا الحدث العظيم الذي لم يكن تحقيقه أمرا سهلا بل ملحمة كبرى حافلة بفصول مشرقة وعبر ودروس عميقة وبطولات عظيمة وتضحيات جسيمة ومواقف تاريخية خالدة، لتنتصر الإرادة القوية للأمة، بتناغم مع العرش للدفاع عن القيم الوطنية المقدسة.يذكر أنه وبعد الاستقلال؛ انخرط الشعب المغربي- القوي باستقلاله آنذاك- في جهود البناء الوطني لتشييد مغرب حر تمكن من فرض مكانته بين الأمم، تحت قيادة أب الأمة وخلفه الراحل الملك الحسن الثاني الذي عزز التوجهات القائمة على الديمقراطية، والتعددية السياسية والليبرالية الاقتصادية.
مشاركة :