هطل المطر... وغاب الزبون

  • 11/17/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو أن أزمة هطول الأمطار الأخيرة لم تضع وزارة الأشغال فقط في واجهة الأحداث، حيث ألقت برأسها أيضاً على العديد من الأسواق التي تأثرت سلباً بتداعياتها، وعلى رأسها قطاع التجزئة، بعد أن أجبرت المستهلكين على تعديل سلوك الشراء، خلال ما يعرف بعطلة الأمطار.ويمكن القول إن غالبية المتاجر المختلفة تعرّضت خلال الأيام الماضية، وتحديداً يومي الأربعاء والخميس، إلى حركة ركود كبيرة، وفي مقدمتها المطاعم الكبرى التي عانت من قلة روادها، الذين تفاعلوا بطبيعة الحال مع الرسائل التحذيرية الموجهة من الجهات الأمنية إلى المواطنين والمقيمين، وتأكيداتها على البقاء في المنازل، وعدم الخروج إلا في حالات الضرورة القصوى.ويمكن استثناء الجمعيات وبعض محطات التزود بالوقود من هذا الركود، فمع تنامي الإشاعات، لجأ العديد من المواطنين والمقيمين إلى ملء احتياجاتهم الاستهلاكية من هذه الأماكن حتى المؤجلة منها، ما عوّض مسبقاً تراجع حركة مشتريات يومي الأربعاء والخميس. وفي المقابل، استفادت بعض المطاعم، خصوصاً من مقدمي الوجبات السريعة، من الاحجام عن المطاعم الكبرى، حيث ارتفعت طلبات التوصيل خلال أيام المطر، بحسب مدير التسويق في شركة «كاريدج»، عبدالله الوطيان، حيث أكد لـ«الراي»، أن هطول الأمطار رفع معدل طلبات توصيل الوجبات من المطاعم بنحو 30 في المئة.ولفت الوطيان إلى وجود عوامل عدة ساهمت في رفع معدلات طلبات توصيل الطعام، ومن بينها استمرار هطول الأمطار لساعات طويلة، وبمعدلات غير مسبوقة، ما أدى لإغلاق بعض الشوارع ومنح عطلة رسمية حفاظاً على سلامة المواطنين والمقيمين.وأفاد بأن العديد من المواطنين والمقيمين، آثروا السلامة وعدم اللجوء إلى الأكل داخل المطاعم نفسها، ما أسهم في زيادة طلبات التوصيل، مقابل انحسار الحركة على المطاعم، لافتاً إلى أن مهمة موظفي توصيل الطلبات كانت شاقة.ونوه الوطيان بأن زيادة طلبات التوصيل لم تكن فقط على المطاعم، إنما ارتفعت طلبات «كاريدج» بصورة واضحة نظراً للخدمات النوعية التي تقدمها، مثل توصيل الأغراض من الجمعيات والصيدليات خلال أقل من ساعة.أما أسواق الملابس والذهب والسلع الاستهلاكية عامة، فلم تكن أحسن حالاً من المطاعم، حيث تعرضت هي الأخرى لندرة إقبال رغم استمرارها في العمل، بينما استمرت معدلات طلب الأدوية كما هي تقريباً كونها سلعة ضرورية لا يمكن تأجيل شرائها.وميدانياً، قالت هبة أنيس (ربة منزل) إنها كانت تخطط لشراء ملابس الشتاء للعائلة في عطلة نهاية الأسبوع، لكن مع بدء هطول الأمطار وتزايد منسوبها اضطرت لتأجيل مشترياتها، إذ كان يصعب المخاطرة في ظل هذه الظروف، كما أن أي مشتريات استهلاكية يمكن تعويضها بعد استقرار الأوضاع.من ناحيته، أكد بومحمد، وهو مسؤول مبيعات في أحد أسواق الملابس، استمرار العمل كالمعتاد طوال اليوم انتظار الزبائن، الذين انخفض عددهم بشكل كبير، إذ لم يأت سوى المضطر لشراء سلعة ضرورية، لافتاً إلى أن حركة المبيعات بدأت في العودة تدريجياً منذ يوم أمس، متوقعاً زيادة أعداد العملاء خلال الأيام المقبلة لتعويض ما فاتهم من مشتريات لا سيما نهاية الأسبوع الجاري.بدوره، أشار الصيدلي أحمد، إلى أن الصيدليات التي لا يتوافر لديها خدمة توصيل طلبات، شهدت تراجعاً بسيطاً في مبيعاتها، بخلاف أعمال تلك التي يتوافر لديها خدمة التوصيل التي نشطت خلال هذه الفترة، مبيناً أن الأدوية من السلع الضرورية التي لا يمكن الاستغناء عنها، سواء بنظام التوصيل، أو الاضطرار إلى شرائها مباشرة.وبالطبع كان للمقاهي نصيبها الأوفر من هذا الركود، إذ يشير أبوطلال، وهو أحد المتقاعدين، إلى أنه تخلى عن عادته اليومية في قصد أحد المقاهي الشهيرة لاحتساء قهوته خوفاً من معايير السلامة التي تتراجع عادة خلال فترة الأمطار، وفضّل البقاء متابعاً للأحداث في منزله.أما المقاهي الشعبية، فلوحظ أن زبائنها خالفوا التقليد الذي يحافظون عليه في أيام العطل، لجهة حرصهم قضاء وقت طويل على هذه المقاهي، التي عانت خلال فترة الأمطار من قلة الزبائن، وهو ما يؤكده أحد مسؤولي المقاهي الشعبية الذي قال «أيام العطلات تعد بالنسبة لنا يوم عمل مضاعف المجهود والدخل نظراً للإقبال الكبير في مثل هذه الأيام، ولكن عطلة الأسبوع الماضي كانت مختلفة إذ تراجع عدد الرواد بنسبة تصل إلى 75 في المئة رغم استمرار عملنا وقت المطر».

مشاركة :